DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هنيئاً أبا خالد.. فإن موعدك.. دعاء محبين

هنيئاً أبا خالد.. فإن موعدك.. دعاء محبين

هنيئاً أبا خالد.. فإن موعدك.. دعاء محبين
أخبار متعلقة
 
المناسبات السعيدة في حياة المرء شحيحة ونادرة وعصية إذ تحجم المزن الحبلى بالماء عن إلقاء سلامها. مثل بهجة لم تأت.. وإذا ما حدثت المناسبة، بالصدفة، أو بالخطأ، أو بالحظ.. يتم تبادل محموم وسخي للتهاني.. وألسن تلهج بالتبريكات واحتفاء صاخب بالمناسبة الجذلى.. ولكن المناسبة المفاجأة التي لا تحدث سوى لقليلين هي أن يهنيء محبون المرء بمناسبة يوم وفاته..!! لهذا وجدتني وبشكل تلقائي أهنئ الشيخ حمد آل مبارك في قبره.. مثلما هنأت صالح العزاز الحبيب الذي ودعنا في هذه السنة.. كيف تحدث التهنئة "الشديدة البهجة" بمناسبة الوفاة..؟ كانت التهنئة تلقائية مثل تلقائية هؤلاء المحبين الذين ملأوا مسجد الإمام فيصل بن تركي في الجلوية بالدمام.. في صلاة العصر، عادة، يحضر ما يساوي الصف، أو أقل من الصف أو الصف ونصف الصف ، في الجامع الكبير.. ولكن في عصر الصلاة على الشيخ حمد امتلأ الجامع بالمحبين الذين أصابهم الوجل مهابة للشيخ الراحل.. وجل الفقد.. وكان تجمعاً أغلبه تلقائي.. كأنما في يوم جمعة.. أو كأنما "الصلاة جامعة".. لم يعلن الإمام "الصلاة الجامعة".. ولكن الإعلان كان ضوءاً في قلوب محبة لهذا الرجل الذي سوف يجد أعماله الخيرة، وهي كثيرة ومقبولة بإذن الله، تسعى بين يديه كما مشاعل السلام.. وتضىء له دعوات المحبين الكثر المثكولين ظلمات القبر.. وأيضاً، مثلما كان المشهد في الجامع الكبير، كان الوداع في المقبرة مهيباً.. كيف لا يكون مهيباً وألف قلب يعتصر لفراق.. وألفا عين تدمع بوداع.. وألف لسان، لم يتلوث بنفاق صفقة، ولا ببروتوكول مجاملة، يلهج بالدعاء لساعات.. والأكثر تأثيراً في النفس، ان كثيراً من الذين أصروا على الحضور إلى الجامع والمقبرة أناس بسطاء قادهم حب تلقائي، قل أن يجود الزمان بمثله، إلى المشاركة في وداع حزين ومؤثر للشيخ الذي ودعنا إلى عالم لا حزن فيه ولا ظلام ولا بأس، سوى فيض الله بالعدل والرحمة.. ودعاء هذه الأعداد الكبيرة من المحبين البسطاء هو الثروة الحقيقية وغنى ما بعده غنى.. فمحبة الناس من محبة الله.. ولا يمكن أن تحب هذه الجموع الغفيرة من الناس بشراً قط إلا أن كونه جديراً بالحب.. ما مآثر الشيخ..؟ هي كثيرة.. ولكن أعرف واحدة منها، ربما أن تكون أقلها، هي أنه يتمتع بـ"جبن" خاص لا يملكه إلا الرجال المهيبون الشجعان: كان "لا يجرؤ" على قطع رزق إنسان.. وتلك ابلغ الشجاعة ومن أكبر المآثر التي يمكن أن يتحلى بها رجل.. وهذه وحدها تكفي لأن تمشي في وداعه ألفا قدم مولعة بالكدح.. وتلوح له، وداعاً، ألفا يد لم تصافح ظلاما ولم تمتد سوى إلى نور وقبس من ضوء.. لهذا نقول: هنيئاً.. أبا خالد.. هنيئاً.. فإن موعدك دعاء صادق بالرحمة من قلوب بيضاء لا تملك إلا أن تحب.. ثم لا تحجم عن الوفاء بكلمة طيبة لراحل طيب..