DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اليوبيل الذهبي لمجلة القافلة

اليوبيل الذهبي لمجلة القافلة

اليوبيل الذهبي لمجلة القافلة
اليوبيل الذهبي لمجلة القافلة
أخبار متعلقة
 
لا شك في أن غالبية القراء في الوطن العربي لا يزالون يذكرون مجلة (قافلة الزيت) التي تولت اصدارها إدارة العلاقات العامة لشركة الزيت العربية الأمريكية بمدينة الظهران ابتداء من 1373/2/1هـ وهي مجلة ثقافية كان الهدف من اصدارها تثقيف موظفي الشركة وتوعيتهم صحيا ومهنيا واجتماعيا وأدبيا إلا ان القائمين عليها وسعوا دائرة اهتماماتها لتشمل العديد من البحوث الأدبية والدينية واللغوية. ومن هذا المنطلق سعى القائمون على تحريرها الى استقطاب وجوه الأدب والثقافة والفكر في البلاد العربية.. وعندما رأوا ان هذه المجلة الثقافية لم تعد تستوعب الأخبار المحلية الخاصة بالشركة وموظفيها أصدروا نشرة رديفة لها تحت مسمى (قافلة الزيت الأسبوعية). وكانت هذه الخطوة سببا رئيسيا في احتفاظ هذه المجلة بسمتها المميزة ونهجها الثقافي الرصين. وفي عام 1404هـ وعندما اسندت رئاسة تحريرها الى الاستاذ عبدالله حسين الغامدي تحول اسمها الى (القافلة) مع ثباتها على سمتها ومقوماتها الأساسية اما النشرة الرديفة لها (قافلة الزيت الأسبوعية) أصبح اسمها (القافلة الأسبوعية) وفي المدة الأخيرة أصبح للمجلة والنشرة الأسبوعية جهاز يشرف عليها من النواحي المادية والإدارية تحت مسمى (إدارة النشر العربي) تابعة لإدارة العلاقات العامة بالشركة. وبحلول عام 1423هـ/2002م يكون مضى على صدور هذه المجلة نصف قرن من الزمان وهي تؤدي دورها الثقافي في تؤدة وتميز مع مواكبة التغييرات الطارئة على الحياة العامة من النواحي العلمية والتقنية والاقتصادية. وبهذه المناسبة قررت إدارة النشر العربي بشركة أرامكو السعودية اقامة احتفال باليوبيل الذهبي لهذه المجلة العريقة حيث حدد المسؤولون في الشركة ان يكون يوم الأربعاء 14 من شوال 1423هـ الموافق 18 من ديسمبر 2002م موعدا لاحتفال يقام في معرض أرامكو بالظهران.. وعندما تسلمت الدعوة لاحظت ان أسرة تحرير المجلة رشحتني لالقاء كلمة المدعوين. لقد حاولت الاعتذار والتنصل من هذه المسؤولية دون جدوى إلا ان ثقة الاخوان في شخصي الضعيف دفعتني للقبول وعندما ذهبت الى مكان الاحتفال وجدت في استقبال الضيوف الاستاذ عبداللطيف العثمان كبير الإداريين لشؤون ارامكو السعودية والاستاذ عبدالرازق النفيسي رئيس تحرير المجلة السابق والاستاذ محمد الطحلاوي رئيس التحرير الحالي والاستاذ فؤاد الذرمان ومحمد العصيمي وعلي حسن المرهون واحمد حنجل. وبعد الاستقرار في مكان الاحتفال بدأ الحفل في تمام الساعة الثامنة والنصف بآيات من القرآن الكريم.. وكان أهم فقرات الحفل عدا الكلمات تقديم الدروع لرؤساء التحرير الذين تعاقبوا على تحرير المجلة خلال هذه المسيرة الثقافية الراسية بعد ان القى الاستاذ عبدالله حسين الغامدي كلمة رؤساء التحرير. اما كلمة المدعوين فقد القيتها نيابة عنهم دون استشارتهم فليعذروني وقد جاء فيها: انني اقدر لأسرة تحرير هذه المجلة الرائدة (القافلة) ترشيحها لي لأمثل هذا الجمع المتألق بنور العلم المتوشح بوشاح الثقافة والفكر الأصيل في ان اقف أمام الأسرة الكبيرة التي تمثلون طلائعها المباركة, ولا شك في ان هذا الترشيح ما هو إلا وسام يحق لي ان افخر به فان من واجبي ان أحني راسي احتراما وتقديرا لمن يفوقني علما ومعرفة وفهما احناء الطالب لمعلمه والتجائه لمرشده كما لا يفوتني ان أقف مشرئب العنق متطاولا لأصل الى أيدي أولئك الاعلام الذي تولوا رئاسة تحرير هذه المجلة ومن شاركهم في تحريرها بشكل متوال على مدى نصف قرن من الزمان والذي نحتفل اليوم بمروره على هذا العمل الفكري الذي كتب له الاستمرار في العطاء بصورة تزداد تألقا يوما بعد يوم حتى غدت مجلداتها موسوعة علمية لا يستغني عن الرجوع اليها عالم او باحث او طالب معرفة. ولم يكن كل ذلك ليتحقق لولا الإصرار والمثابرة على مواصلة الجهاد المرير في خدمة الكلمة الهادفة والفكرة النيرة اللتين تستحقان الإكبار والتقدير من أولئك الذين اسهموا بامدادها بانتاجهم العقلي وأولئك الذين استمتعوا بمطالعتها والاستفادة من بعض محتوياتها العالية المستوى, وقد كان لهذه المجلة ـ بل القائمين عليها الفضل الأكبر في تعريفنا على الكثير من الحقائق العلمية والدينية والأدبية وكذلك افادتنا ببعض ما يكتبه اساطين الفكر العربي في وطننا الكبير أمثال: الدكتور طه حسين, وعباس محمود العقاد ووديع فلسطين ود.منذر الشعار ود.جميل علوش ود.يوسف نوفل والدكتورة نعمات احمد فؤاد ود.نقولا زيادة والاستاذ محمد عبدالغني حسن وغيرهم كثيرون ممن اسهموا بمقالاتهم وتحقيقاتهم تحريرا في هذه المجلة وكذلك قدمت لنا صورا عن عشرات الشخصيات الأدبية والفكرية المعاصرة وغير المعاصرة. وكان لها الفضل في استكتاب عدد كبير من الكتاب السعوديين الذين أثروا الساحة الأدبية بمقالاتهم وقصائدهم وقصصهم وأبحاثهم المتميزة. أيها السادة: ان جهد خمسين عاما في عالم الصحافة والنشر ليس بالشيء اليسير بل ان نتاج ذلك يعتبر ثروة يجب المحافظة عليها والاعتزاز بها ووضعها في مكان آمن من سويداء القلب والعقل معا لتظل نبراسا يهتدي به الباحثون عن الفكر الرفيع والأدب الفريد الجديد الذي استقى مادته من ينايبع اللغة الأصيلة الممثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة والتراث العربي الخالد الذي ظل محتفظا بأصالته وعذوبته وقوته في معناه ومبناه حيث انطلقت القافلة لتتخذ لها مكانا رحبا في مسيرة الفكر وكل ما أتمناه ان يتمسك القائمون على هذا المشروع الثقافي العظيم بالمحافظة عليه.. وبذل المزيد من الجهد لدوام عطائه واستمراره بالصورة التي عايشناه بها طيلة الفترة التي نحتفل اليوم بمرورها. بل وان يبذلوا قصارى جهدهم لتطوير هذا المشروع حتى لا يتراجع عن مستواه فلهم ولكم مني التحية وفائق التقدير.. وبعد ذلك جرى عرض فيلم وثقائقي ثلاثي الأبعاد عنوانه (الطاقة للعالم) وما ان انتهى العرض توجه المدعوون الى قاعة الطعام في خيمة اقيمت لهذا الغرض مقابل مبنى المعرض. ولعل أهم النقاط التي تسجل لهذا الاحتفال هي: * قام الاستاذ محمد الطحلاوي بتقديم فقرات برنامج الحفل فكان رائعا في تقديمه وفي لغته وفي اسلوبه.. ولقد تفوق على جميع من تحدثوا في الحفل بمن فيهم (أنا). * كان الحفل على بساطته جيد الاعداد دقيقا في تفاصيله وكان حسب ذلك بشكل متوازن بين الزمان والمكان. * اما أهم المكتسبات التي نلناها من هذا الاحتفال فهو الالتقاء بأصدقاء انقطعت اخبارهم عنا منذ زمن طويل فكان لسان الحال ينطق بقول الشاعر: قد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ألا تلاقيا شكرا لارامكو السعودية ولإدارة النشر العربي ومزيدا من العطاء في هذا الميدان الذي تنطلق منه مواكب البناء والتقدم.