DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

القطة التي أيقظت ضمير أطفال الحي

القطة التي أيقظت ضمير أطفال الحي

القطة التي أيقظت ضمير أطفال الحي
القطة التي أيقظت ضمير أطفال الحي
أخبار متعلقة
 
الأيام القليلة الماضية كانت مجال قصة (محزنة) تداولها بعض أطفال الحي الذي نعيش فيه لقطة (أم) دهست خطأ تحت عجلات مركبة (مثلما يتم دهس بعض فتياتنا بحافلات مدارسهن!!) مخلفة اثنين من أطفالها الحديثي الولادة اللذين لحقا بأمهما بعد محاولات يائسة من الاطفال وذويهم لإنقاذهما. يا للعجب، من يتأمل قدرة الخالق سبحانه وتعالى الذي أوجد في نفوس البشر وبخاصة الأطفال فطرة الخير المتمثلة في رعاية المنكوبين ونصرتهم يدرك تماما أن هذه الخصلة النبيلة التي تحرك مشاعر وأحاسيس البشر في جميع أرجاء المعمورة وعلى اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم لا يمكن أن تغيب (بضم التاء وسكون الباء) أو أن يتم طمسها بواسطة الأساطير (النمطية) المفتعلة التي تروج لها مؤسسات صناعة الأفلام العالمية (وللأسف يتم عرضها في شاشاتنا الفضية ودور السينما عندنا)، أو الأكاذيب (السخيفة) التي تختلقها بعض مراكز القوى والطغيان وأبواقها الاعلامية الرخيصة في سبيل المضي قدما لقهر المغلوبين على أمرهم والمستضعفين من شعوب العالم الحر لتحقيق مآرب شخصية رخيصة رغم معارضة وادانة غالبية المجتمع الدولي. (فطرة الخير) نفسها هي التي أيقظت ضمائر شعوب العالم لتقول كلمة الحق عندما ذبح الطفل الشهيد محمد الدرة والرضيعة ايمان حجو وغيرهما من الأبرياء والذين مازالوا يقهرون ويذبحون لحظيا في فلسطين المغتصبة بواسطة مرتزقة مغتصبون ارهابيون... وهي نفسها التي دفعت العديد من محبي السلام ومناصري المستضعفين في كل مكان يطغى فيه الظلم والعدوان للتضحية بأرواحهم، وآخرهم الفتاة الأمريكية من ولاية واشنطن راشيل كوري التي وقفت ببسالة أمام جرافة يقودها صهيوني متعجرف لمنعه من هدم منزل لعائلة فلسطينية فدفعت حياتها ثمنا لما تعتقد أنه الصواب. مفارقات عجيبة بين صغار (غير راشدين) لكنهم كبار بفطرة قلوبهم وبراءة عقولهم تملكهم الحزن أياما لحادثة القطة فسعوا الى رعاية طفليها رغم أنهم ليسوا طرفا في سبب المأساة، وكبار راشدون (أو يفترض أنهم كذلك!) تملقت الحماقة فيهم لأخمص القدمين، وللأسف ممن تسيدوا أمرة الحكم في بلادهم فغلبوا المصالح الشخصية على رجاحة العقل، ونزعة الشر على فطرة الخير، وحب التكبر والاستعلاء على قمة التواضع والاستجداء، واضطهاد الشعوب وقهرها (بدءا بشعوبهم!) بدلا من تخفيف معاناتها واحترام مقدراتها، والأهم من ذلك كله تغليب لغة الحروب والدمار بدلا من احتواء الأزمات بالحكمة والحوار. من يقرأ التاريخ جيدا يعرف أن جميع المآسي التي مرت بها البشرية والتي أدت الى زوال كثير من الحضارات التي تسيدت الأمم حتى في تاريخنا المعاصر، انما كانت بسبب حماقات البعض او ذلك الداء الخطير الذي يذهب أعظم ما وهبه الخالق لخلقه آلا وهو رجاحة العقل، من ذلك قال المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم: (الأحمق أبغض الخلق الى الله تعالى اذ حرمه أعز الأشياء عليه وهو العقل). هل ننتظر وفاة قطط أو كلاب مقربة من بعض هؤلاء (الحمقى المتعجرفين)، ونأمل ان تعود اليهم أحاسيسهم المجمدة وضمائرهم المغيبة فيعوا حقيقة الامر وتبعات ما يقدمون عليه قبل فوات الأوان؟ لا أعتقد ذلك بتاتا، لأن من تمكن الحمق منه عليل لا يرجى شفاؤه، وقوله سقيم تترفع الأعين قبل الآذان عن سماعه، وفعله ذميم خاصة عندما يصبح أداة سهلة تدار بواسطة (أصحاب المصالح) أو أولئك المستفيدين أولا وأخيرا. يقول الشاعر: ==1== لكل داء دواء يستطـــــــــــب به==0== ==0==الا الحماقة أعيـت من يداويهــــا ==2==