لعلي ومثلي كثر تفاءلنا أكثر مما ينبغي بتحول قطاع الاتصالات إلى شركة خاصة لقناعتنا بأنه سيتحرر من البيروقراطية والروتين القاتل واللجان التي ما أنزل الله بهامن سلطان في العديد من القطاعات الخدمية الحكومية.. الجماعة في شركة الاتصالات ما قصروا فعلا في مسألة فك الاختناقات على الشبكة وطرحوا خدمات خمسة نجوم في مسألة توافر الارقام الثابتة والمتحركة وكل ما عليك هو أن تعرف إلى أي شريحة تنتمي وتدفع رسوم شريحتك وتتوكل على الله وما إلك إلا طيبة الخاطر في أي مشكلة تواجهك في الخدمة لاحقا.. وأجمل ما في التعامل مع المشتركين هو مبدأ المساواة والجميع ليسوا إلا أرقام حسابات ليس إلا.. ولعلي وغيري كثر أيضا نهتم بتعبئة بيانات اشتراكاتنا بحرص ودقة متناهيتين بدءا من الاسم الرباعي والسجل المدني ونهاية بالعنوان البريدي والشهود والمعرفين والمزكين لصلاحك ورشدك وخلوك من الانحرافات والأمراض التي قد تطوح بمداخيل الشركة في مهب الريح.. وتفاجأ بعد أشهر بأن اسمك كمشترك ملعوب فيه وقد تشك مرات ومرات في فاتورتك لولا رقم هاتفك الجميل.. لا وقد تصل الأمور الى أن فاتورتك لا تصل لصندوقك الجميل الذي سجلته للجماعة في بياناتك عند الاشتراك.. بل قد تفاجأ وأنت في عز الحاجة للخدمة بفصلها مؤقتا وربما نهائيا ان كنت من المواطنين المؤمنين بأن موظفي الشركة محترفون في تسجيل بياناتك على أجهزة الكمبيوتر ولن يضيعوا عنوانك وحتما ستصلك فواتيرك واشعارات التهديد بقطع الخدمة صوتيا وكتابيا.. وان حصل وقطعت عنك الخدمات تدريجيا وكنت حريصا على معرفة السبب ستجد أمامك موظفا يؤكد انك السبب لانك لم تذكر عنوانك البريدي في نموذج الاشتراك هذا الذي تغيب شمسه ولن تراه حتى وإن حاولت طلب ملفك الذي مزقه موظف في حالة غضب أو قرف أو شكلك ما هو مناسبه أو مشغول بجواله وهو يحرك اصبعا واحدا على الكي بورد من قوة التمكن والتموج المهاري.. لا والأدهي والأمر ان تتجرأ وتطلب نسخة من الفاتورة العزيزة التي لم تشرف صندوق بريدك، وتجبر على الدفع للصفحة الاولى وما لك شغل بتفاصيل ذهبت مع الطيف الاتصالي.. وإن كنت من النوع المشاغب وصاحب النفس الطويل في البحث عن فاتورتك التي ربما لم تصدر أصلا، فستجد نفسك أمام اسلوب "تشويت" اشبه ما يكون بالأدلة السرية في امريكا والذي لا تملك أمامه الا العودة لمنزلكم ونسيان الموضوع.
وغدا أكمل إن شاء الله..
