مسكت بأقلامي الذهبية لعلي أجد فيها الآمال البعيدة وافضي بما في صدري من أسرار مكنونة وأحوال غريبة وامور عجيبة واغوص في اعماقي الحزينة لأفتش عن اخلاق فريدة فقدناها في هذه الازمان فتهت في خضم الحياة المريرة وصعقت من هول الأحداث المريبة ومن كثرة المعضلات العويصة ففي وقتنا الحاضر لم يعد هناك شيء يدعو للغرابة أما في العصور السالفة فكانت الصفات المقيتة كالغش والغدر والكذب والخيانة شيئا مستغربا يثير كل علامات الاستفهام والتعجب يحملها الراوي بين طيات رواياته المسجوعة ويحملنا نحن الى فضاء آخر كان يدهشهم في السابق سماع قصص التاجر الذي يخون أمانة من ائتمنه والطفل الذي يكذب حتى انطلت كذبته عليه بخيبة عظيمة والعجوز الذي ظل يحمل في جعبته الدنانير الذهبية العديدة حتى بات في صبيحة اليوم التالي مجنونا من كثرة تقتيره وبخله وربما كانت هذه الحكايات تصحبها بعض الطرافة ولكن في وقتنا هذا ابتدعنا اساليب وحكايات أكثر غرابة تدعو للذهول حيث لم تعد تتحرك دفة الامور ويصل المرء الى بر الامان الا باستخدامه كل الدهاليز الصعبة والوساطة فتضيع كل الامنيات العريضة لدى الشخص الناجح الذي نحت على صخر السنين ليصل الى أعلى المراتب ويفاجأ في النهاية بانه لم ولن يصل الى خط النهاية حتى يتعدى خطوط الخمسين أو اكثر ويجد الفيتامين المنشط لكل المداخل والمخارج وهو الفيتامين (واو) نعم أقولها اليوم وغدا وقد اختلطت المسائل والحابل بالنابل ومن اجل ان تمشي الأمور وينصلح الحال لابد من كسر الحواجز واباحة المزيد من الموانع ونتنصل من كل المبادىء وذلك بدعوة ان (زمان المثاليات ولى وضاع) بكل ما يحمل من مصداقية وواقعية وجرى خلف الاخلاقيات الصحيحة. بنت ابراهيم عبده هتان ـ الدمام
