تملكت الدهشة متخذي قرار الحرب على العراق لحظة تكشفهم مدى الاختلاف بين ما كان مخططاً ومن بين الواقع على ارض المعركة، مما اوقع قوات الغزو العسكري في مأزق استراتيجي كبير. فرغم طول الفترة التي استغرقتها عمليات التخطيط العسكري الامريكي والتي امتدت لاكثر من عام تم بعدها الدفع بقواتها إلى العراق، الا ان الادارة الامريكية وقعت في خطأ جوهري، حيث تصورت الادارة الامريكية ان هناك فرقا بين عدو هو نظام صدام حسين الحاكم وبين صديق يعينهم في تنفيذ مهامهم هو الشعب العراقي.
وعندما بدأت الشرارة الاولى للقتال على العراق اصيبت القوات الامريكية بصدمة قوية من شدة تلاحم الشعب العراقي وهو ما افسد الخطة العسكرية التي كانت تعتمد بدرجة كبيرة على هذا العامل الشعبي في تقصير الطريق إلى الهدف النهائي باسقاط النظام.
لذلك كان لا بد لهذه القوات الامريكية البريطانية ان تتوقف لفترة، لحين الاستعانة بقوات جديدة، مع اعادة النظر في الخطة العسكرية التي سبق وضعها من قبل. بحيث توقف إلى حد ما العمليات البرية التي تمثل العصب الرئيسي في القتال. وان كان قد تم شغل هذا الفراغ باعمال عسكرية كثيرة جداً اهمها القصف واعمال خاصة متفرقة هنا وهناك من اجل ان تكون الاوضاع في حالة سخونة دائماً. وفي ظل هذا الموقف فليس امام القوات العراقية سوى الاعتماد على الاستراتيجية الدفاعية من اجل كسب المزيد من الوقت، ومن خلال سياسة النفس الطويل وتنفيذ بعض الاعمال الفدائية ولو على نطاق محدود من اجل اسقاط مزيد من افراد القوات البريطانية والامريكية بجانب ما يتساقط من ضحايا في صفوف المدنيين وهو ما سيشكل ورقة ضغط من الرأي العام على هذه القوات. باحثة سياسية
