مفهوم العلاقات العامة وممارساتها في الغالب الاعم من قطاعاتنا الحكومية والاهلية كما تناولت هنا بالامس الاول مجرد ادارة مكلفة وغير منتجة وهامشية في العديد من قطاعات ومؤسسات لها نشاط مباشر بالجمهور.. والسبب بطبيعة الحال القوالب الجاهزة التي تصورها كادارة صرف وهدر مالي ولا يتجاوز دورها بيع الكلام والمجاملات والنفاق الاجتماعي لزوم الوجاهة.. ولعل معظم محاولات المتخصصين في الاعلام عامة في العلاقات العامة بوجه خاص اخفقت من تحسين بل واعادة تأهيل هذا النشاط الحيوي القائم على ادوات دراسة الحالة الاستقصاء والبحث والتخطيط العلاجي الوقائي في كل مايتعلق باهداف التنظيم ومصالحه وعلاقاته وجمهوره اما مايحدث اجمالا اليوم في قطاعات خدمية بمسمى العلاقات العامة والذي يظهر في شكل مرافعات تدحض شكاوى الجمهور في صحافتنا اليومية وتبرئة ساحة الجهة ومسئوليها وادانة خلق الله ممن اغلقت دونهم مكاتب كبار المسئولين ولم بجدوا امامهم الا الصحيفة او المجلة.. صحيح ان متابعة ماينشر عن الجهاز بالسلب والايجاب مسألة لاخلاف عليها كنشاط اساسي في عمل ادارة العلاقات العامة في قطاع حكومي او تجاري ولكن باسلوب علمي وعملي في نفس الوقت.. واي قضية تطرح من وسائل الاعلام عن الجهة او شكاوى الجمهور في الصحافة ينبغي التعاطى معها بوعي ودراستها والبحث في مدى واقعيتها بالتحري والاتصال بالادارة او القسم المعني بالشكوى ومن ثم عرضها على الادارة العليا فيما اذا كانت المشكلة تتطلب معالجة او تدخلا لاصلاح الخطأ او لتوضيح سوء فهم او تقصير من جانب الجهة.. مايحدث في الغالب الأعم من الاحوال لايخرج عن فرمانات ادانة وتخطيئ الجمهور ودون ان تكلف العلاقات العامة نفسها البحث والاستقصاء في المشكلة داخل الجهة وقبل ان توجه ردودها النارية التي قد تطال الصحيفة نفسها التي سمحت بنشر دعاوى اكيدة تسيء لمسئولية الجهاز العظيم العلاقات العامة اشبه ماتكون بجهاز الاستشعار للمؤسسة والذي يكشف لها عن الخلل في الاداء والانتاج ويطور من هذا الاداء والانتاجية اذا كان ايجابيا.. والمسئول الذكي هو من يقرب جهاز العلاقات العامة ليوظفه اتصاليا داخل وخارج الجهاز من اجل الصالح العام لاصالحه الشخصي هو.. في نظري ان نربي في البني ادم ان مؤسسات المجتمع ليست ملكية خاصة او ارثا عائليا وان انتقاد المؤسسات الوطنية ودورها لا علاقة له من قريب او بعيد بشخص المسئول.
