عندما يضيق بك الصدر وانت ترى ما نراه على شاشات الفضائيات من قتل وتدمير.. ماذا عساك ان تفعل؟ لعل اضعف الايمان هو الدعاء أو التبرع بما تجود به يدك ولربما لجأ البعض الى اسلوب المقاطعة.. وهو ايضا وسيلة للتنفيس عما يجيش به الصدر من مشاعر متأججة! وهناك اساليب اخرى.. لا تعد ولا تحصى..!
غير ان احدى الزميلات استغلت ما حباها الله به من موهبة اجادة اللغات العالمية.. حين اقتحمت غرف المحادثة وشرعت باستفزاز مشاعر من يدردش في تلك الغرف من الاوروبيين.. فاتهمها احدهم بانها غبي فرنسي.. وطالبها بأخذ (البطاطا المقلية) خاصتهم.. فلم يعد هو وغيره بحاجة لها.. طبعا بعد ان امتلأت معدتهم بها لعقود مضت..!
وهذا يفسر مدى ما يتمتع به هؤلاء من غباء فاضح! اما الاخر فاتهمها بعد ان اعجزته بانه قد يكون غبيا آخر ولكن (الماني).. لا بل عراقي وهكذا حتى اليأس!
وبالطبع رغم طرافة ما سمعته منها الا ان ما فعلته كان مجرد اضاعة للوقت رغم انها رأته وسيلة للتنفيس عما تجيش به المشاعر من آلام كرد فعل لما رأته من مظاهر الدمار والقتل الذي مني به الابرياء في ذلك الجزء من وطننا العربي!
الا انني كنت اود منها ومن غيرها من المثقفين والمتعلمين خصوصا اولئك المتمكنين من اللغات العالمية استغلالها بطريقة أكثر حضارية مما فعلت هي أو غيرها! قد يكون اسلوب الاقناع هو الوسيلة الفعالة.. اذا ما تم باسلوب لطيف ومحبب للنفس..!
خصوصا وان هؤلاء قد تشبعوا بافكار وهمية تم فرضها عليهم قسرا وباتوا مقتنعين بها ومتبنين لها على كافة الاصعدة...!
ولعل ما نراه من تحول العديد من تلك الجاليات المتفرقة في العالم الى القراءة عن الاسلام بعد الحادي عشر من سبتمبر لهو ابلغ دليل على قوة الاقناع.. سواء بالمحاضرات التوعوية او الكتب او غيرها.. ممن تزامنت مع تلك الفترة العصيبة..!
حقا صدق من قال (وجادلهم بالتي هي أحسن).
