DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

د. محمد الرشيد

التربية والتعليم بين حاجة المجتمع وطموح المسئولين

د. محمد الرشيد
 د. محمد الرشيد
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير نحقق التكامل بين المؤسسة التربوية ومؤسسات المجتمع المختلفة بتلمس متطلبات وحاجيات مؤسسات المجتمع المختلفة وصهرها في بوتقة واحدة وتفعيل مخرجات ومعطيات المؤسسة التربوية مع تلك المتطلبات والحاجيات والعمل على توافق برامج ومناهج المؤسسة التربوية والاساليب والمعطيات مع معطيات وبرامج مؤسسات المجتمع المختلفة وبلاشك في عصرنا الراهن هناك قصور في مخرجات التعليم فنحن بحاجة الى مخرجات تعنى بطرق ايصال المعلومة بالفهم والادراك وليس بالحفظ والتلقين ونحن بحاجة الى النوع وليس الكم في المناهج والمخرجات التعليمية وبالتالي ارى ما يلي: 1ـ المناهج الشرعية: ارى ان تركز على الركائز الاساسية للدين وتنمى مفاهيم الدين وسلوكه وقيمه باساليب محببة للنفوس ومشوقة وتتوسع في السير والقصص واما المسائل الفقهية والعلمية فارى الا تضاف الى المناهج خاصة في فصول التعليم العام وتترك تلك لفصول التعليم العالي وما بعده والمدارس والمعاهد المتخصصة فقط. 2ـ المناهج الادبية والنحوية: ارى ان تركز على ايجاد اجيال تهتم بالابداع الخلاق وتستنهض الهمم والرؤى والافكار والمخزون الادبي والعاطفي في النفس البشرية بعيدا عن التعقيدات واساليب الحفظ العقيمة. 3ـ المناهج العلمية والطبيعية: ارى ان تركز على معطيات العصر الراهن ومتطلباته من نظريات وقيم ومعادلات تتفق مع ثورة العلم والتكنولوجيا الراهنة وتنمى حب الانطلاق والتعايش والابداع والاختراع ومواصلة العلم والبحث في هذه المناهج العلمية، وان تبتعد عن اسلوب تكريس التلقين والحفظ وتعتمد على اسلوب التجارب والمشاهدة والاستنباط والاجتهاد كما تعتمد على اسلوب الاثارة والتحدي والتشويق للنفس البشرية للبحث والاطلاع ليظل الطالب قريبا منها راغبا في الاستزادة والمواصلة في العلم الحديث. 4ـ المناهج الانسانية: ارى ان تركز على هموم المجتمع الراهن وقضاياه المعاصرة وتعمل على رفع الوعي والارتقاء بالفكر وتحبيب العمل وحث الطالب على العمل الشريف والنزيه وتستعرض الواقع المعيش بكل ابعاده وتعمل على ايجاد الحلول والعودة للماضي لاستنهاض الحاضر. وتعاني مؤسساتها التربوية تأهيل كوادرها تربويا فهناك كوادر مؤهلة تربوية ونشيطة وهم الغالبية وهناك كوادر تحتاج لمزيد من التأهيل التربوي وبالتالي مسألة التربية والتعليم هي من اشد الوظائف خطورة واجلها قدرا واعظمها منزلة فلابد لجميع التربويين والمعلمين ادراك ذلك واستشعاره وليعلم الجميع انها امانة ورسالة عظيمة والتقصير فيها تفريط في الامانة ولهذا نناشد باعطاء دورات تأهيلية لجميع التربويين سواء المؤهلون منهم او غير المؤهلين بصفة دورية سنوية مستمرة لرفع الوعي والارتقاء به وتنشيط الفكر والاستفادة من الاخطاء ومعالجتها وتنمية الجوانب الايجابية والتقليل من الجوانب السلبية. وهناك خطورة الانفصام بين التربية والتعليم فبلاشك التربية والتعليم وجهان لعملة واحدة وكلاهما مكمل للبعض قلا يقوم احدهما الا بوجود الآخر وبدونهما معا لاتكون تربية ولا تعليم وبالتالي الحاجة ماسة الى تكريس مفاهيم التربية لان العلم يربي الانسان ويهذبه وينمي فكره ويرتقي بوعيه ويوسع مداركه وكلما اتسعت مدارك الانسان وزاد علمه كان احوج ما يكون الى التربية لسبر ذلك العلم في طريق الخير ومعرفة الخالق والخشية منه وبالتالي اجلال ذلك العلم وتسخيره فيما ينفع الناس دنيا وآخره ويظل الطالب ضحية تبادل الاتهامات بين الاسرة والمدرسة الى ان يعي كل طرف مسئوليته فالبيت والاسرة هما خط الدفاع الاول والمدرسة هي خط الدفاع الثاني وبالتالي تفعيل دور الاسرة بتهيئة ابنائها والاهتمام بهم وبتربيتهم ومتابعة تحصيلهم العلمي اولا بأول والوقوف عليهم بصفة دورية ومتابعتهم وملاحظتهم مع مدارس التعليم العام ومؤسسات التعليم العالي وتفعيل وسائل الاتصال مع المؤسسات التعليمية والتربوية واعادة الحياة لمجالس الآباء والامهات والانشطة اللاصفية والعمل على ايجاد وسائل وافكار خلاقة لدفع العملية التعليمية والتربوية وزيادة مساحة الاتصال والتواصل بين الاسرة والبيت وبين مؤسسات التعليم. وبين الكم والكيف فان العملية التربوية تسير للأسف الآن في اننا نهتم الآن كثيرا بالكم ونترك الكيف في العملية التعليمية والتربوية وبالتالي الحاجة ماسة الى التقنين والتخصيص واعادة النظر في العدد وكم المناهج والمواد التي تدرس للطلاب ومراعاة المراحل التعليمة وقدرات الاستيعاب واعتقد ان الحاجة ملحة الى تخصيص المسارات من بداية المرحلة المتوسطة وليس من الصف الثاني الثانوي. وقد قيل وراء كل امة عظيمة تربية عظيمة وهذا حقيقة وواقع لان التربية العظيمة تنشىء امة عظيمة ذات فكر ومنهج ووعي وادراك ومفاهيم وقيم وثوابت. وبالتالي تصل الى مراحل متقدمة في شتى المجالات العلمية والعملية والاخلاقية والسلوكية والحضارية والثقافية والفكرية، وتلك مسئولية مشتركة بين البيت والاسرة الواحدة وبين المجتمع وبين الحكومات والمؤسسات التعليمية والتربوية و المدنية والعسكرية. وبالله التوفيق ناصر بن عبدالله آل فرحان الرياض