عزيزي رئيس التحرير
نشر في عدد الخميس الموافق 1/2/1424هـ من جريدة اليوم الصادرة برقم 10884 مقال يحمل عنوانا: (سيدتي المتعالية لا يريد زوجك طاهية من خارج المنزل) ومنذ قراءتي راودتني نفسي في الرد عليه.
وسأبدأ كلامي مباشرا معك يا اخ باسم وبدون مقدمات مثلك تماما لكن ليس خوفا من ان يضيع الموضوع مني ولكن رأفة بالقراء الاعزاء وسأبدا اسطري بنص شرعي وذلك للتذكير فقط فالذكرى تنفع المؤمنين فانك اصدرت قرارا فحواه ان النصوص الشرعية في متناول الزوجات وان النقص في تطبيق الزوجات لتلك النصوص، قال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن اليها) واسلوبك للاسف اسلوب من يستبد برجولته المبنية على عقد نفسية والاحتمال الاخير وهو الارجح انك حديث عهد بزواج ربما فشل وربما يعود ذلك لشخصك الكريم واذا كان هناك احتمال غير ذلك اخبرنا به حتى لا نظلمك ونظلم امثالك، ولو كانت كل تلك الاحتمالات غير صحيحة فلماذا كل هذا التحامل على الجنس اللطيف فانك عممت وتحدثت عن النساء بصفة عامة وتلك الصفات من الصعب جدا ان تكون مجتمعة في شخصية واحدة، وانك جمعتها وجمعت النساء فيها.
يا أخ باسم لنكن واقعيين في حديثنا ولنرجع بحديثنا الى ثلاثين سنة الى الوراء فعندما اتجهت الفتيات للتعليم العالي بدأ الشباب بشن حملة ضدهن شعارها (لا زواج من الجامعية) فعزف الشباب لفترة عن التقدم للجامعيات ووقفوا يراقبون عن بعد حال الذين خاضوا تلك التجربة وعندما اثبتت التجربة نجاحها بكل المقاييس اقبلوا على خوضها وغيروا الشعار الى (لا زواج الا من جامعية وموظفة) واطلب ممن يقوم بطباعة مقالي ان يضع خطا اسفل كلمة موظفة، فماذا يعني ذلك؟ يعني ان المرأة بريئة مما تدعيه انت وامثالك فلو انها تنظر للزوج بنظرة التساوي والندية لما حققت تلك النجاحات لان الذي تجهله او تتجاهله ان النساء بصفة عامة يشتكين في الفترة الاخيرة من تقصير الازواج وسأقول للامانة الا من رحم ربي وهم قليلون، وقد كتب عن هذه المشكلة باستفاضة في كذا جهة وانا الآن لست بصدد هذا التقصير والذي احب ان اوضحه لك انك تجنيت كثيرا على النساء فكيف لا يمكن للسيدة المتعلمة المثقفة على حد قولك ان تحاور زوجها وتتجاذب معه الاحاديث الا اذا كان هو غير اهل لذلك فلماذا العكس دائما؟!
فالتكافؤ مطلوب بين الزوجين في كل شيء حتى في مستوى التفكير والعقل، والزوجة لاتبدأ تحسب كل شاردة وواردة لزوجها الا اذا وجدت ما يدفعها إلى ذلك وانت ادرى! انك تطلب وبكل ثقة ان تبرر الزوجة لزوجها التقصير فلم لايبرر لها هو ايضا؟ وبينما الخادمة تعين الزوجة في المنزل فالسائق يقوم بأعباء الزوج والأب خارج المنزل.
خبرتي المتواضعة في الحياة علمتني ان الرجال يتفننون في استخدام النصوص الشرعية ويسخرونها لمصالحهم فلكل مقال مقام ولكل مقام مقال.
المطالب التي تطلبها في الزوجة اقصد شهرزادك هل كنت انت في يوم شهريارها؟! فالمرأة ايها الرجل تعطي بلا حدود ولكن لمن تراه كفؤا لهذا العطاء واذا اطمأنت لمن تعطيه واستطاع ان يثبت لها حبه وحسن سريرته لها.
وانها جسد وروح وعقل وانك بكلامك عنها تكلمت عن امرأة بجسد فقط وبدون عقل وروح، فلا تريدها تناقش ولاتريدها تحاسب والعكس لك، ولو فعلت لقلت عنها إنها لاتملك شخصية قوية فاحترت وحيرت.
اذا فعيب الزوجة هوالعلم وانت تريد للزوجة دائما المرتبة المتدنية لتحظى برضا الزوج، ان كان كما وصفت بما فهمناه من متطلباته في المرأة من ضمنها التعامل معه بندية حتى في اتخاذ القرار ليتك قلت ان القرار يأتي بالمشاركة والتشاور، ليتك قلت القرار يأتي بالمقارنة بين رأييهما لاختيار الافضل، ولكنك للاسف قلت ما يفهم منه ان القرار للرجال فقط وليس من حق المرأة ان تشارك فيه او تصنعه. وهذا يكشف عن افكارك في فهم الحياة الزوجية وحقيقة العلاقة بين المرأة والرجل.
انني لو أردت ان اناقشك في كل ما كتبت لاطلت ولكنني اتمنى من قلبي ان تمر من ازمتك النفسية هذه وتخرج منها بانطباع آخر عن النساء يفيدك انت قبل اي احد لأننا معشر النساء لانحتاج رأي امثالك فينا فصدقني لو بقيت تلك الافكار في ذهنك فلن تجد من تستطيع العيش معها.
واخيرا فقط تذكر (رفقا بالقوارير يا باسم) أخت النساء
