لست تشكيليا بالمعنى الفني الممارس ولكني متذوق لهذا الفن الى درجة مزعجة لجيبي الصغير لذلك عندما زرت بغداد العام 1987م كان ضمن اهتمامي ان ازور متحف الرواد الذي طالما كتبت عنه زميلتنا ذكريات محمد حسن مراسلة اليوم في بغداد آنذاك.
والذي يقع في مكان جميل مجاور لاحد جسور نهر دجلة الذي يربط بين الرصافة والكرخ في مبنى بغدادي عريق حيث طابع البيوت البغدادية الجميلة والمقارب لطابع البيوت الشامية وبعض المنازل هنا لدينا متأثرة بذلك النمط المعماري بحكم امتداد الثقافة وتواصلها.
اعود لهذا المتحف الذي وجدته يعج بالزوار الاجانب يتزاحمون على قراءة معلقاته ودراستها بعمق وتأن فهي لوحات لكبار الفنانين العراقيين عبر فترات زمنية حيث خصص لكل فنان غرفة يعرض فيها لوحاته وادواته الشخصية فمعظم الرواد المعنيين بهذا المتحف قد رحلوا لتظل رسوماتهم فقط تنطق باسم العراق وحضارته.
وكم كان مؤلما لي حينما رأيت كغيري عبر شاشات التلفاز حطام ذلك المتحف وبقايا تلك الرسوم الجميلة مطروحة ارضا في مشهد مقزز غابت عنه مشاعر الاحساس بالكرامة تجاه كل شيء هناك.
وحيث وصلت قطع من حضارة العراق وكنوزه الاثرية المسروقة الى عواصم العالم شرقا وغربا.
للتاريخ: كما استبيح الانسان ظل الحال العربي متابعا فقط رغم مسئولية المعنيين بفنونه الشعبية من فنانين ومؤرخين وكتاب. فاقسمت ان يبادر هؤلاء المعنيون بعمل شيء ليس لمجرد حفظ موجودات العراق وكنوزه بل لحفظ ماء الوجه امام تاريخ الامة وفنونها.
