DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فكرة التسوق

فكرة التسوق

فكرة التسوق
أخبار متعلقة
 
فوجئت وانا في مركز للتسوق بأحد الخواجات يسأل موظف خدمة العملاء عن عربة تسوق فيها آلة حاسبة فشدني السؤال للتطفل عليه بسؤاله هل هو مندوب مشتريات لشركة فأجابني مبتسما نعم انا مندوب اسرتي السعيدة ولكنه اندهش من سؤالي وكان مستغربا عدم وجود قائمة لمشترياتي فأخبرته بأننا نقوم بالشراء على الذاكرة ففغر فاهه وقال ماذا عن ميزانية الاسرة فزادت دهشتي اي ميزانية يتحدث عنها هذا الرجل انا لست من الكيانات الاقتصادية التي تسير امورها على ميزانيات وبنود وابواب هذا الباب لا يسمح وهذا البند فيه عجز يحتاج الى مناقلة واظن الرجل سيطلب مني مراجع حسابات وممثلا ماليا يجيز او لا يجيز هذا الاعتماد فتمتمت في نفسي يارجل اعقلها وتوكل واصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب بلا تعقيد او حسابات فلم يفهم صاحبي شيئا ودفع عربته وهو مشدوه. وبدأ مشواري بين الارفف اقلب هذا واشتهي ذاك ارفض هذا واشتري ذاك حتى تفرغ الذاكرة من مخزونها الذي حشرته ام العيال بما لذ وطاب ولا يمنع بزيادة الحشوة بمغريات المعروض وان كان لعيون كوبونات الجوائز حتى ولو انحشرت العربة وخوت الجيوب. منظر يتكرر في كل زيارة سواء بضغط التسوق للمباهاة او التسلية غير المدروسة وفي الحالتين تظهر نتائجها في الثلث الاخير من كل شهر ولهذا نجد ان مراكز التسوق تستعد بالمعروضات والتموين وفي العشرينيات من كل شهر حتى الموردين يبرمجون الدفعات للمراكز التسويقية على هذه القاعدة. وهذا مظهر من مظاهر العشوائية الحياتية التي يرزح تحت طائلها الآلاف من فئات الموظفين او من يطلق عليهم اصحاب الدخل المحدود فهذه السلبية في التعايش مع المعطيات تبرز لنا المعاناة التي يشكو منها جل من يفتقد القدرة على وضع معايير لمعيشته واسلوب تصريف اموره اليومية حيث لا توجد لديه خطط وبرامج يوجد منها التوازنات بين الايراد والمصروف. فمتطلبات الحياة لها اسس وقواعد تجب مراعاتها فأول هذه الاسس وضع ميزانية للأسرة وطبقا لمواردها يتحدد اسلوب صرفها وما اعنيه هي تلك الفئة التي جبلت على محاكاة الآخرين حتى ولو كانت فوق طاقة تحملها متذرعة بحلول وقتية مثل الشراء بالتقسيط او عن طريق بطاقات الائتمان او القروض فكلها حلول تزيد من الارباك لما يترتب عليها من اعباء خدمة الدين واقساطها التي قد لا تتناسب مع الايراد ويظل يعالج الدين بالدين حتى يزداد رهقا. وتبدأ انعكاسات الوضع تطل برأسها كلمات مرت الايام ويدخل في متاهات المجابهة التي يعجز عن الوفاء بها فتظهر آثارها على ادائه الوظيفي ووضعه الاجتماعي وعلاقته بأسرته واولاده عندما لا يستطيع الاستمرار على ما ألفوه من سفر وسياحة ومدارس خاصة وسيارة مع السائق وخادمة ومربية وكلها من تبعات زمن الطفرة والتي عايشها وترسخت ضمن المعطيات حتى استشعر انها واجبة وطبيعية ولم يستطع الفكاك منها وهذه مؤثرات اجتماعية تكلف صاحبها اللهاث المستمر والمتواصل. وبنظرة فاحصة لأسواقنا تتضح لنا الرؤية فاكتظاظها وقت المواسم اصبح سمة العصر نظرا لانعدام التخطيط والموازنات في احتياجات الاسرة فشهر رمضان مثلا هل فاجأنا قبل ان نستعد له او فصل الصيف او الشتاء وكذلك موعد بدء العام الدراسي وايضا الاعياد فكلها معلومة لدينا ونعرف ان في هذه المواسم يشتد نهم الاسعار ولو اننا جدولنا احتياجات كل موسم قبل بدايته لخفت علينا اقيامها ونبرمجها في مواعيد تسمح لنا فيها الميزانية الاسرية بالتوقيت للشراء بحيث لا يضطرنا الوقت للاذعان لتلك الاسعار وهي في اوجها ويجب الا تغرينا التخفيضات في الزيادة عما نحتاج ولا تدفعنا الاعلانات في تتبعها وترك الاساسيات كي لا تربك حساباتنا غرائز الاشباع المهووس فما زاد على الحاجة يعتبر هدرا غير مبرر حتى ولو كان تحت مظلة التنزيلات لان الزائد اخو الناقص. فمتى نتعلم من تجارب الآخرين ونفعل اقتصادياتنا بشكل مدروس