DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأوصياء

الأوصياء

الأوصياء
أخبار متعلقة
 
هناك قاعدة دأب الأوصياء من الناس على التشبت بها, وهي (ان القيود التي نضعها عليكم هي بغرض حمايتكم وصونكم) الأوصياء علينا هم نخبة من الأقوياء منا تمارس وصايتها على الضعفاء منا, هم آباؤنا على سبيل المثال حين يمارسون وصايتهم على الأبناء, وكبارنا على صغارنا, ورجالنا على نسائنا. ولن ندخل في متاهة البحث عن نوايا الأوصياء وهم يحرصون على التشبث بمبدأ الوصايا, ولن ندخل في جدل حول طبيعة القيود التي يفرضها هؤلاء ان كانت في صالح الموصى عليهم ام في صالح الوصي؟ بل سنقفز على ذلك كله لنتحدث عن امكانية تحقيق مبدأ الوصاية أصلا وان تحقق فإلى متى يمكن استمراره؟ لقد ثبت لنا نحن الآباء (المثال الأسلم) ان الأبناء لهم زمن محدد يقبلون فيه وصايتنا عليهم ومن ثم لا بد وان تأتي مرحلة تمردهم علينا المتعارف على تسميتها بالمراهقة ثم ان نحن لم نفطن لهذا التطور في نموهم سنوصل التمرد الى حالة الرفض, وان نحن لم نفطن الى تلك المتغيرات سنجد أنفسنا وقد اوصلنا ابناءنا لمرحلة أخطر وهي العصيان! وبامكاننا ان نستخدم القياس ذاته في رصد تطور العلاقة في كل أنواع الوصايا سواء تحدثنا عن علاقة الحكومات بشعوبها او الرجل بالمرأة او غيرهم من وصايا النخب, سنرصد حتما وقتا زمنيا محددا تأتي بعده لا محالة حالة التمرد ثم الرفض ثم العصيان. ونفس المقياس ذاته بالامكان رصده بصورة معاكسة اي مع الأوصياء الأذكياء الذين يفطنون مبكرا لأزوف مرحلة التمرد فيسارعون من تلقاء أنفسهم الى تخفيف القيد أولا ومن ثم نزعه بالكامل لتبقى العلاقة بين الطرفين على أصر المودة والرحمة والاحترام المتبادل, علاقة يستمتع بها الطرفان معا ويجني ثمارها الطرفان معا, تلك صورة تنطبق ـ كما قلنا ـ على الآباء وأبنائهم والحكومات وشعوبهم. بل الاجمل من ذلك كله صورة الموصى عليهم سابقا حين يكبرون, رصد مبدأ التعلم السريع عندهم والتدرج في حمل المسؤولية, واكتشاف الأوصياء ان وجود علاقة التكافؤ والاحترام المتبادل بينهم وبين (صغارهم) تشكل وحدها سورا حاميا للاثنين معا, يزيد مناعة وقوة عن أي سور وضعته القيود الاجبارية والوصاية الأبدية. صدقوني ليس هناك ما يخيف من الحريات.. كما ان المسؤولية حمل وثقل لا بد وان يجرب ويمتحن ويعطى الفرصة كي يمارس.. والأهم ليست هناك امكانية عند أي وصي من هؤلاء ان يبقى الصغار صغارا الى الأبد.. فالصغار لا بد وانهم سيكبرون وسيكسرون القيد.. فليكسره الوصي من تلقاء نفسه حفاظا على العلاقة وتأقلما مع سنة الحياة! كاتبة بحرينية