معدلات أعلى من النمو الاقتصادي لتحقيق رفاهية وازدهار لسكان المملكة العربية السعودية مواطنين ومقيمين.. هذا هو الهدف البعيد الذي تسعى الحكومة عبر تنفيذ الخطط التنموية الخمسية منذ الخطة الاولى عام 70-1975م وحتى الخطة التنموية السابعة 2000-2005م حاليا.
وهناك معوقات كثيرة تقف دون تحقيق معادلة التقدم الاقتصادي للبلاد وتجاوز هذه المعوقات ومنها:
فزيادة معدل نسبة ازديادا السكان وخاصة العمالة الوافدة من الخارج التي بلغت حدها الأقصى في العقد الاخير من القرن العشرين الماضي 1990-2000م الى جانب الزيادة في عدد المواليد للمواطنين سنويا بشكل قد تسبب في ضعف النمو الاقتصادي السنوي بشكل ملحوظ.
@لقد جاءت تقديرات صندوق النقد الدولي الاخيرة التي اعلنت في منتصف هذا العام 2002م لتدق جرس الخطر لما تتعرض له الدول النامية - والمملكة العربية السعودية احداها - من تذبذب في دخل الفرد السعودي السنوي!
فلقد حقق العالم نموا اقتصاديا عام 2000م بلغ متوسطه 4.7% بينما انخفض الى 2.2% عام 2001م ويتوقع ان يبلغ هذا المتوسط في النمو الاقتصادي 2.8% فقط عام 2002م.
@لقد كان عهد السبعينات الميلادية من القرن الماضي 1900-2000م قد شهد نموا مزدهرا خلال الخطة التنموية الاولى الخمسية 1970-1975م بلغ متوسط النمو 13.5% والخطة الخمسية الثانية 1975-1980 ما نسبته 8%.
واخذ النمو الاقتصادي في المملكة من خلال زيادة عدد المواطنين والمقيمين بالمملكة في نهاية هذه الخطة التنموية الخمسية الثانية في النقصان والسبب هو زيادة العمالة الاجنبية للاسهام في المشروعات الانمائية الجديدة!
@لابد من التنبيه الى ان كل زيادة في نمو السكان بالمملكة دون تحسين اداء الخدمات الضرورية وزيادة الانتاجية سيكون عاملا سلبيا لزيادة النمو الاقتصادي العام..
@يقول صندوق النقد الدولي في تقريره المشار اليه اعلاه:
يتطلب تحديد مجالات النمو الاقتصادي اعادة اكتشاف مكامن القوة وتوظيفها بشكل ايجابي في المملكة.
@لقد أدى اكتشاف البترول عام 1938م في الدمام الى تحسين معيشة سكان المملكة.. فنقل المجتمع السعودي من عصر (البداوة) الى عصر التحضر.
@ساهم برنامج التنويع في استثمار الاموال في مجالات الزراعة والصناعة والخدمات العامة الى رفع اسهامات الصناعات التحويلية (غير البترولية) وكانت الاستثمارات المستخدمة في تلك المجالات بمبالغ تزيد عن مائتي واربعين مليار ريال (حوالي اربعة وستين مليار دولار) ففي عام 2000م بلغت تلك الاستثمارات في الناتج المحلي بما مقداره ثمانية وخمسين مليار ريال (اي حوالي 15.6 مليار دولار) مع وجود ثلاثمائة الف فرصة عمل للمواطنين.
@وفي هذا العام 2002م تشير بيانات صندوق النقد الدولي الى تحسن كبير في نصيب الانسان السعودي من الناتج القومي الى ارتفاع ملموس.. بعد طفرة اعوام العقد السابع من القرن الميلادي العشرين.. بيد انه بعد عام 1980م أخذ هذا الناتج في الانخفاض بشكل ملموس.. واستثمر الثبات في دخل الفرد السعودي الى المستوى الحالي -عام 2000-2001م والسبب هو زيادة النمو السكاني - سعوديين ومقيمين على حد سواء في الوقت الذي (تجمدت) فيه الدخول عند مستواها الحالي.
@ان الفجوة بين اقتصاد المملكة ومثيلاتها في الدول الغنية صناعيا في اوروبا - مثلا - كبيرة جدا.. على الرغم من محاولات ليست محدودة قام بها المسؤولون في الحكومة.
فالتدريب في عدد كبير من المشروعات الانمائية في المملكة لم يأخذ من اهتمام العاملين في المجال الصناعي أي اهتمام.. فطالما ان العمالة المدربة الجاهزة عبر استخدام العمالة الاجنبية سهلة وميسورة ..فلماذا يهتم الصناعيون ورجال الاعمال والمال بالتدريب الفني في هذه المشروعات القائمة؟!
@وبعد انشاء مجلس القوى العاملة البشرية الموارد بدءا التفكير الجدي في الاخذ بمبدأ تدريب العمالة السعودية بشكل مكثف.
@ان خريجي معاهد التدريب المهني من ابناء هذه البلاد يجدون وظائف جاهزة دون عناء يذكر.. بيد ان الخريجين من الكليات النظرية التجارة الأداب والمعلمين والتربية، يعانون الامرين قبل الحصول على وظائف جديدة في القطاع الخاص!
@ان اهتمام الدولة ينبغي ان لا يقف عند حد معين.. باشتراط التدريب ثم التدريب لكسب خبرات صحيحة ومعتبرة قبل دخول مجالات العمل الفعلية.
@ان استخدام الحاسب الآلي بات امرا حيويا عبر سنين الدراسة في مراحل التعليم المتوسط والثانوي والجامعي.. فالعالم اليوم يستخدم الكمبيوتر في كل المجالات اليومية في المكاتب والمصانع والخدمات.
ان اعادة النظر في برامج التعليم من خلال المراحل الاولى- الابتدائي، المتوسط، الثانوي، وحتى الجامعة- بات امرا حتميا لابد من استنفار جميع القوى البشرية من اجهزة التعليم والتثقيف في المملكة والتوجهات الحيوية، وحتى نستطيع ان نواكب التطور والنمو المطلوب.
@ان اعادة هيكلية الاقتصاد السعودي هي الأمر المطلوب.. فهل نحن فاعلون.. ارجو ذلك.
احمد محمد طاشكندي
محاسب قانوني
