هل صحيح ان العذاب هو الآخر؟
هذه نظرية -ان صح التعبير - يتبناها من لديه القناعة الذاتية بان وجه الحياة الكئيب اوضح من وجهها المشرق او كما قيل:
ما تراه يخبىء الدهر دوما
غير وجه تفوح منه العفونه
هكذا الدهر ساعة يتجلى
بانفراج.. وساعتان مهينة
ونحن عندما نستاء من الآخر نكون بين أمرين لا ثالث لهما، فإما ان يكون قريبا الى قلوبنا فنغفر ونسامح ونتجاوز. واما ان يكون غير ذي بال بالنسبة لنا فلا نهتم ان اخطأ او لم يخطيء، لان مجرد الاهتمام بأي بادرة سلبية منه تعني ان له في قلوبنا مكانة، وان حاولنا انكارها.
ومرة اخرى: هل صحيح أن العذاب هو الآخر؟
ليس من السهل الاجابة.. لأن الآخرين لا يختلفون فقط في درجة قربهم منا او بعدهم عنا، ولكنهم ايضا يختلفون فيما نعرفه وما لا نعرفه عنهم، والاجدى ان يصدر الحكم حيالهم من ذواتنا، لنرى الجمال جمالا والقبح قبحا، او كما قيل تواصلا مع البيتين السابقين.
لكن العمر ومضة وثوان
من دهور مليئة بالرعونة
فيه نبض الوجود لحظة حب
تسكب الدفء فيه أيد حنونه
واشتياق للحظة الوجد يسرى
من خدين إذا أراد خدينه
ورفيق يلملم الجرح لما
تشتكي النفس من جراح دفينة وابتهال به يذوب دعاء
في شفاه الى الرجا مستكينة
إذن بهذا المنطق العذاب ليس الآخر، ولكنها الذات.
وقديما قيل: اعرف نفسك
