DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

دعوة لمواجهة السلبية في علاقات الأقارب

دعوة لمواجهة السلبية في علاقات الأقارب

دعوة لمواجهة السلبية في علاقات الأقارب
أخبار متعلقة
 
يتميز مجتمعنا بحميمية قوية بين الاقارب فابناء العمومة وابناء الخال لهم ما للاخ الشقيق من حقوق غالبا واعمام الاب والام واخوالهم لهم ذات التقدير المفروض للابوين. ولا يقتصر ذلك على الاقارب ذوي العلاقة المباشرة بل حتى من تربطهم علاقة بعيدة بالفرد كأقارب الانسباء، فمجتمعنا ذو سمة تعددية للقرابات قد تجعل الفرد المسن منا يفاجأ باقارب له لا يعرف عنهم شيئا البتة وهذه سمة لمجتمعنا منذ الازل اذ اذكر انني قرأت انه قد اجتمع في مجلس احد الخلفاء من بني امية رجلان الاول خال الثاني والذي هو عم للاول، فكان ذلك احجية حارت فيها العقول الى ان عرفوا ان ابا احدهما تزوج بارملة لديها بنت في سن الزواج واقترنت الفتاة بابي زوج امها وهي ام الرجل الاخر. فاصبح الاول خالا للثاني لانه اخ لامه من امها والثاني عم للاول لانه اخ لابيه من ابيه، ولو اردنا تخيل النتائج الاخرى المترتبة على مثل هذه القرابة لاحتجنا ربما الى الرياضيات الحديثة لتبسيط تعقيداتها، واليوم نرى تعقيدات وتعددية وتمازجا في القرابات اكثر غرابة. ويجد البعض ان في هذا مزية لنا على غيرنا من المجتمعات حيث اننا لا نعدم بسب العلاقات القوية بين الاقارب من يشاركنا الازمات والافراح ايضا، ولكن لا يجد البعض منا في اجندته المزدحمة بالاشغال والمواعيد وقتا لتأصيل هذه العلاقات واعطائها حقها. وايضا هناك من يشكو وباستمرار الامرين بسبب قريب له او اكثر ممن لا يجاورونه فهما او ثقافة او خلقا وبسبب حتمية علاقتهم به لا يجد سبيلا الى الخلاص من شرهم. وقد يزيد الامر مرارة قضية المجاملات التي جبلنا عليها وكم شكا لي صديق ما يلاقي بسبب تلك المجاملات المفروضة عليه والتي لا يجد مناصا عنها بينما تأكل من وقته وتفكيره الكثير وتتسبب له في الكثير من الاحراجات وربما التخلي عن مبادئ يدين بها. نحن حقا نتميز في هواتفنا المحمولة بالقائمة الطويلة لارقام هواتف اقاربنا والتي قد يتمنى البعض لو كانت اقصر بكثير مما هي ليس لانه لا يرى في هذه العلاقات والقرابات فائدة مباشرة له او لانه شخص مادي حتى في علاقاته ولكن لان بعض تلك القرابات هي مفروضة عليه بينما هي تعيق نجاحه في الحياة او تتسبب له في ازمات لا داعي لها سوى مجاملته بعض اهله او لتخوفه من كلام الناس اذا عرفوا انه يتجنب احد اقاربه المزعومين. وحقيقة لا اجد ان هذا الموضوع قد نوقش في اي محفل من قبل بشكل صريح وذلك لفرط حساسيته ولربما اسيء فهم اي تعقيب او توصية بشأنه، وايضا لان خبراء علم الاجتماع لدينا غالبا ما يستندون في مناقشة مشاكلنا على توصيات امدهم بها خبراء في الاجتماع طبقوا دراساتهم على مجتمعات غربية التي لا تتعدى القرابات المفروضة على الفرد فيها اصابع اليدين وتخلو غالبا من اي مترتبات او توالد ولكن يتوجب حقا ان نقف بجدية امام مجاملاتنا التي تؤثر سلبا على قناعاتنا ونجاحنا في الحياة وكذلك على سعينا لتطوير انفسنا ذاتيا، وليس في ذلك ثمة دعوة لا قدر الله لقطيعة رحم ولكننا نتحدث عن علاقات نحن ابتدعنا الحقوق والمترتبات لها بينما هي ضد مفاهيمنا الاساسية في الحياة وربما نحن لسنا راضين عنها دينيا او اخلاقيا او معاملة. ان الفرد منا عندما ينصح باقتناء صداقاته يجذر ترتسم على محياه ابتسامة اليأس ان صح التعبير اذ يتذكر الزخم الهائل لعلاقات الاقارب المفروضة عليه وما يلاقي منها.. انه موضوع يجب حقا مناقشته بموضوعية في منتدياتنا ومجالسنا لنضع ابجدية مفهومة لمعالجته والخروج بموقف جاد لمواجهة من ليست لدينا ادنى قناعة بانهم يجب ان يكونوا من معارفنا او ان هناك اي حقوق واجبة لهم. انه موضوع حساس حقا ولكنه يستحق التفكير فيه ووضع حدود واضحة له في حياتنا. @@ ممدوح محمد بن شمسة