DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وماتت هياء .. وأين الخلل

وماتت هياء .. وأين الخلل

وماتت هياء .. وأين الخلل
أخبار متعلقة
 
كانت مترددة في دخولها المستشفى وفي كل مرة تذهب إلى المستشفى ويحدد لها موعد لإجراء العملية كانت تتوانى عن الذهاب لحكمه الله يعلمها سبحانه . ولكن عندما اشتد بها الألم وأصبحت غير قادرة على تحمل تلك الآلام التي تشعر بها، لدرجة أنها احيانا تقعدها عن المشي، بالإضافة إلى أن عيونها لم تذق طعم النوم منذ أن أشتدت بها الآلام تعبت كثيراً وصبرت أكثر وتحملت أكثر وأكثر، ولكن للصبر حدود. استخارت ربها (وعزمت وتوكلت) في الذهاب إلى المستشفى وفي كل مرة يخبرونها أن الدكتور غير موجود، وهو في إجازة ويؤجل الموعد، السكر مرتفع ولا نستطيع عمل شيء لك إلى أن تنخفض نسبة السكر ويؤجل الموعد، أصيبت بانفلونزا مع ارتفاع في درجة الحرارة، فلم تذهب للموعد، وتأجل مرة ثالثة، أخيراً أعطيت موعداً يوم السبت وتأجل الموعد، لعدم وجود سرير، ثم موعدا آخر ليوم الخميس، وأخيراً أدخلت المستشفى ، وقرر الطبيب المعالج إجراء العملية الجراحية لها يوم السبت. تكللت العملية بالنجاح ولله الحمد والمنة، وذهبنا لنزورها رأيناها مستبشرة ، رغم الآلام التي بدت مرسومة على محياها من جراء العملية الجراحية، كانت تتحدث معنا وتضحك، كانت تحمد الله على كل حال أن يسر إجراء تلك العملية، التي كانت متخوفة منها، ولكن لله الحمد والمنه على كل حال. في تلك الليلة وبالتحديد ليلة الأحد الليلة الثانية بعد إجراء العملية الجراحية، أحست برعشة كانت والدتها مرافقة لها، طلبت من الممرضات الحضور لمشاهدتها، فلم يبدين حراكا غير أنهن قلنا لها أن هذا شيء عادي، ومن تأثير العملية اتركوها لتنام وترتاح، ازداد الألم وازدادت الارتعاشة حاولت أن تقوم أن تتمشى قليلاً في الغرفة، ولكنها سقطت على الأرض، فما كان من والدتها إلا أن جرت مسرعة إلى الممرضات تطلب منهن المساعدة، فما كان منهن إلا أن اتين مسرعات وشاهدنها ملقاة على الأرض وبكل برود طلبن منها النهوض بمفردها دون أية مساعدة، بالإضافة إلى أنهن ضربنها وكأنها طفلة بين ايديهن مع أنها تجاوزت 40 عاماً لإجبارها على النهوض، حاولت الأم استعطافهن من أجل مساعدتها على النهوض، إلا أنهن لم يفعلن فما كان منها إلا أن تحاملت على نفسها وهي موقنة تماما أنهن لن يساعدنها على النهوض، تحاملت على نفسها بالرغم من الجرح الذي ينزف ، ورغم الآلام التي تعتصرها فالعملية لم يمض عليها سوى يوم واحد فقط، أي قلوب تلك التي تتعامل مع المرضى في ذلك المستشفى أين ملائكة الرحمة ذلك المسمى الذي يطلق على العاملين في المستشفى، خاصة الممرضين والممرضات ولكن للأسف الشديد. أشتد بها الألم وازدادت الارتعاشة لديها فما كان من الطبيب إلا أن أعطاها إبرة أنسولين وبدون تحليل، مع أنها مصابة بالسكر فانخفض السكر لديها فدخلت في غيبوبة السكر، كلمة واحدة فقط قالت لوالدتها المرافقة لها ( الله الله في عيالي يا أمي) ومن بعدها أغمي عليها، صرخت الأم واستغاثت أخيراً جاءوا إليها حمولها وذهبوا بها بعيداً إلى العناية المركزة وعيني والدتها ترمقها ولسانها يلهج بالدعاء لبنيتها وعيناها لم تذوقا طعم الراحة وطعم النوم منذ أن دخلت ابنتها للمستشفى ودموعها لم تتوقف منذ أن أخذوا بنيتها بعيداً عنها. أدخلت هياء العناية المركزة، وفي اليوم التالي في تمام الساعة التاسعة توفيت هياء على إثر إصابتها بجلطة في الرئتين .. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا هياء محزونون ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذه صورة من صور المآسي التي تحدث في مستشفى عريق كمستشفى الملك فهد لدينا بالأحساء، وما خفي كان أعظم . نسمع كثيرا وتتردد مقولة من أناس كثيرين ( الداخل مفقود والخارج مولود) من هذا المستشفى فلماذا أصبحت سمعة المستشفى بهذا الشكل؟! لا أظن أن مستشفى كهذا ينقصه الطاقم الطبي المؤهل أو الإدارة الجيدة ، ولكن أين الخلل فيها حتى أصبح البعض يذهب إلى المستشفيات والمستوصفات الخاصة، بدلاً ممن الذهاب إلى ذلك المستشفى، لسوء المعاملة وسوء تقديم الخدمات الطبية والرعاية الطبية . أشد على يد الصحفي جعفر العمران، الذي تحدث في مقالة سابقة وبالتحديد يوم الخميس 12/9 عن يوميات في مستشفى الملك فهد عاشها بنفسه وليس من رأى كمن سمع . نعم أن المستشفى بحاجة إلى يد حانية تمتد إليها من وزير الصحة الدكتور حمد المانع وكذلك الدكتور عقيل الغامدي للإطلاع والمعاينة فهل يلبي النداء أي منهما ويأتي ؟! نأمل ذلك وإلى أن يلبى النداء كم إنسان سوف يدخل المستشفى وسوف نقول بعدها إنا على فراقك يا ........ لمحزونون . جوهرة الصقر