فضل الله تبارك وتعالى,الإنسان على كثير من خلقه بالعقل والذي جاءت نتيجته الحتمية (الحوار) فغير العاقل لايمكن, ولايستطيع محاورتك حول أمر ما يقلقه, بل تراه يستخدم قوته البدنية,كالصراخ,اوالمخالب, اوالأنياب في تبيان وعرض رغباته, وفي الدفاع عن نفسه, وفي الجانب الآخر نرى العاقل من البشر يستطيع بالعقل الدفاع عن نفسة, وعرض وجهات نظره عن طريق الحوار بديلا عن العنف, اوالذل والإستكانة والطاعة العمياء.. وقد وردت كلمة الحوار في القرآن الكريم في اكثر من موضع, ولولا اهميتها في جلاء الأمور وتوضيح الحقائق, والوصول الى نتيجةطيبة مرضية للطرفين ماكان الله سبحانه وتعالى ليعطيها هذه الأهمية, المكانة الرفيعة في كتابه الكريم..
قال تعالى: (قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا) فقد بين لصاحبه عن طريق الحوار وجهة نظره, والآخر لم يستكبر, ويصد تبعا لهوى في نفسه, بل اطاع واتقى..
وقال تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير) هنا امرأة اشتكت لرسول الله من زوجها وتحاورت مع النبي صلى الله عليه وسلم حول مشكلتها مبينة سبب شكواها, وقلقها مما يزعجها, وعرضت الأمر على اهله, ليوجدوا لها حلا مناسبا يمكنها من العيش بسلام في أسرتها, ومجتمعها.
وقال تعالى: (فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) والحواريون ، لم يستكبروا ويصروا على وجهة نظر واحدة قد تكون عمياء, وتابعة لهوى النفس المريضة بالأنانية..
في الحوار العاقل الهادف بركة واي بركة, لايستنبطها الا عاقل, وساع جهده للإصلاح الحقيقي على ضوء ماتحيط به من اشكاليات,يستعصي حلها من غير ان يخضعها اصحابها الى منطق الحوار الساعي بجدية للخير..
