DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الانتهازية الدولية الجديدة

الانتهازية الدولية الجديدة

الانتهازية الدولية الجديدة
أخبار متعلقة
 
على جميع شعوب مُنظمة الأمم المتحدة أن يعلموا أن بعض دول "العالم الأول" تتحجّج الآن بـ"الشرعية الدولية" لحماية الديكتاتوريات في العالم الثالث! الانتهازية الدولية الجديدة والحرب على البعث والإرهاب منذُ تحرير العراق في 9 ابريل 2003 والشعب العراقي ومُحرّروه يتعرّضون للاعتداءات التي يُنفّذها فلول البعث المّندحر بالتحالف غير النبيل مع المُتشدّدين الإسلاميين وقومجيي العروبة. ورغم أنّ اعتداءاتهم تتّخذ طابع الجريمة المسلحة تارةً والتخريب والترويع وإثبات الوجود تارةً أُخرى إلاّ أنها تتّصف بشكل أساسي بأنها بائسة ويائسة بدليل انحسارها واستنكار وإدانة الشعب العراقي لها وكذلك بفعـل التصدّي الحازم لها من قبل قوّات التحالف، إنهم واعتداءاتهم في الطريق الى الزوال والتلاشي. ولولا الدعم المُتنوّع والمُباشر الذي تلقاه فلول البعث وحلفاؤها من لدُن أصدقاء صدام وبعثه في فرنسا وألمانيا وروسيا، لاستتب الوضع منذ شهور. روسيا التي عندما كانت "شيوعية" دعمت صدام وبعثه في كل الاصعدة ونصّبته "طليعة حركة التحرر الوطني العالمية!! وبعد "التَوبة من الشيوعية" عارضت إسقاط نظام صدام وتمدّ الآن يدَ العون النفسي والسياسي لفلول النظام المندحر. لقد تأسست الديكتاتوريات في العالم الثالث ومنها أو أبشعها نظام صدام في ظروف الحرب الباردة التي أشعلها الإتحاد السوفييتي بُعَيد انتهاء الحرب العالمية الثانية لإحراز مكاسب أنانية وتسلُّطية على حساب مصالح الشعوب وحتى على حساب العملية التاريخية للتطور الإقتصادي والإجتماعي للعالم. وبعد طولِ عناء وجسامة مادفعته البشرية وتكلّفته من عمرها وأبنائها وثرواتها، إستبشرت البشرية خيراً بأن تمكّنت قوى الحرية والديموقراطية العالمية الحقيقية من أن تحسم الحرب الباردة لصالح اعادة بناء وإعمار ما خرّبته الأُصولية السياسية البغيضة على مدى ثلاث وسبعين سنة من تسلّطها وبطشها بالتاريخ والبشر.. بعد هذا الاستبشار والتطلّع نحو غدٍ إنساني أفضل تطلّ علينا انتهازية "حضارية" مُهدّدة بعرقلة التوجه العالمي الجديد الذي يستهدف تنظيف الأرض من أعداء وجلاّدي شعوب الأرض، وليس غريباً ان تكون روسيا أحد رموز هذه الانتهازية "الحضارية" الجديدة. "الثالوث الأوروبي" لايسرّه بل و"يتعارض" مع مصالحه تأسيس عراق حر ديموقراطي متطوّر والاّ بماذا نفهم؟ وكيف نفسّر مواقفهم إزاء معاناة الشعب العراقي إبان تسلّط صدام وبعثه ثمّ إزاء جهود العراقيين ومُحرّريهم لتوطيد التحرير وتجاوز ماخرّبه حزب بعث الجريمة؟ على الشعب الفرنسي أن يستذكر ويستنكر "ولائم السمك المسقوف" التي كان صدام حسين يُقيمها لصديقه جاك شيراك وأن صدام حسين قد ساهم في تمويل الحملات الانتخابية لجاك شيراك حتى أصبح "عمدة باريس" لمرتين ومن ثمّ رئيسا لفرنسا.. وكما على الشعب الألماني أن يعرف أنّ غالبية الشركات التي ساعدت صدام حسين في امتلاك الاسلحة الكيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل كانت شركات ألمانية وبعلم "المُستشارية" الألمانية! على جميع شعوب مُنظمة الأمم المتحدة أن يعلموا أن بعض دول "العالم الأول" تتحجّج الآن بـ"الشرعية الدولية" لحماية الديكتاتوريات في العالم الثالث! الذين استجابوا لاستغاثة ونداء الشعب العراقي أن "انقذوا الحياة في العراق"، الذين أدركوا أن نظام صدام وبعثه هو وحده "سلاح دمار شامل" هؤلاء الذين اعلنوا الحرب على صدام واسقطوا نظامه في واحدٍ وعشرين يوماً مُخاطرين بأرواح جنودهم، هؤلاء أنفسهم لا يزالون وبنفس الهمة والتصميم يُقدّمون ما يحتاجه العراقيون وبلدهم ينهض من جديد.. هؤلاء هم أنصار وأصدقاء الشعب العراقي الذين يكتسبون الثقة والتأييد المُتزايدين في مُطاردة الإرهاب ومُحاصرة الديكتاتوريات اينما وُجِدَت، وما النجاح الباهر في تخليص العراق وشعبه من قبضة صدام وبعثه إلاّ البداية المُوَفقة! لقد جاء قرار الإدارة الأميركية ورئيسها جورج دبليو بوش في اسـتـثـناء أصدقاء صدام حسين وإقصائهم عن عملية إعادة بناء وإعمار العراق ليس عقوبةً وانتقاماً بقدر ما هو حرص على عدم السماح لمن ناهض الحرب على صدام في المساهمة في إعادة تأسيس البنية التحتية للعراق الجديد. كما أنّ تأييد القيادة العراقية وعلى لسان وزير الخارجية هوشيار زيباري لقرار الإدارة الأميركية جاء تعبيراً جلياً عن موقف الشعب العراقي إزاء من عارضوا خلاصه من نظام صدام وبعثه. الشعب العراقي لا يَـثـِق في أصدقاء صدام ولا يأمَن جانب مُناهضي حريته. يديعوت احرونوت كاتب عراقي مقيم في السويد