DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
محمد العلي
أخبار متعلقة
 
جاءني في كتاب (التفكير الواضح) ما يلي: (الى جانب تطور العلم وازدياد المعرفة الانسانية، ازداد فهم الانسان للحيز الذي تشغله الانسانية في الكون. لقد كانت صدمة عظيمة للانسان ان يكتشف ان الارض الساكنة المنبسطة في ظاهرها هي في الحقيقة كرة تدور حول محورها. وكان الانسان قبل ذلك ينظر الى الارض باعتبارها مركز الكون، وينظر الى نفسه باعتباره السبب في خلق الارض. أما الآن فهو يعتقد ان الارض في الغالب واحدة من الكواكب في مجموعة شمسية. هي واحدة من مجموعات شمسية متعددة. وهو لا يستبعد حياة عاقلة في العوالم الاخرى، بل هو ينتظر اليوم الذي يلقى فيه انداده، او كائنات ارقى منه في تلك العوالم. لقد اخترق حاجز الفضاء الخارجي وبدأ يدخل نطاق الكون البارد خارج ارضنا المحمية بغلافها الجوي. ان هذه الاحداث وما نتج عنها من تغييرات في موقف الانسان قد جعلته اكثر تسامحا نحو آراء الآخرين، واقل وثوقا من انه دائما على صواب، واكثر استعدادا لتلقي الآراء والاساليب الجديدة. وهذه الطرائق الجديدة في التفكير تساعد على تحطيم الحواجز بين الشعوب وتوجد الفرص لقيام مجتمع الانسان). نقلت هذا الكلام عن كتاب التفكير الواضح لا لانه يحمل جديدا او يعطي اضافة معرفية هامة بل لانه يكرر بدهية من البدهيات التي يعرفها كل احد، ولكن تكرارها يفتح دائما نافذة للتفكير تطل على افكارنا التي لازالت تسير مفهومنا للحياة والانسان في حين انها افكار خاطئة او ميتة. ويبدو اننا في زمن مزدحم بالافكار التي يدق بعضها اعناق بعض بحيث أنسانا ذلك اقرب البدهيات الى واقعنا او انه جعلنا لا ندرك ما يترتب على قبول تلك البدهيات من تغير افكار كثيرة نسجت حولها. مثلا: ان الذي يترتب على الاعتراف بان الارض كروية، وهي بدهية من البدهيات هو احترام الرأي الاخر. فهذه البدهية كانت تحل محلها بدهية مناقضة لها هي تسطح الارض وثبوتها ولو بقينا نؤمن. بهذه البدهية التي آمن بها البشر قرونا طويلة لتعطل العلم كله عن اكتشاف اشيائه الكثيرة.