DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

عبدالمجيد حسين العطافي

بلاغة العرب

عبدالمجيد حسين العطافي
عبدالمجيد حسين العطافي
أخبار متعلقة
 
يتساءل كل امرئ يقرأ الشعر العربي : لماذا لم يذهب بريق الشعر الجاهلي وما قيل في صدر الاسلام حتى يومنا هذا..؟ ولماذا لم يتلاش مع مرور الزمن..؟ ولماذ لم يتأثر بالكم الهائل من دواوين الشعراء المعاصرين..؟ قد لا يوجد جوابا سوى ان العرب في الجاهلية كانوا على درجة عالية من البلاغة والبيان وكانوا أهل دراية بالمنطق الصائب والتعبير الجزل والقول المبين ولقد شهد لهم بذلك كتاب الله الذي لا يبارى في فصاحته وبلاغته فقال : (فإذا ذهب الخوف سلقوكم بالسنة حداد) الاحزاب وقال ايضا : (وان يقولوا تسمع لقولهم) المنافقون ومن اجل ذلك كانت معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم التي اقحمهم بها واسكتهم بأن دعاهم الى مجاراة القرآن في اسلوبه وبديع نظمه ولكنهم عجزوا عجزا صارخا واصيبوا بالعي والفهاهة وسجلوا على انفسهم فشلا ذريعا في هذا المجال. ويذكر الجاحظ في كتابه (البيان والتبيين) كيف كانوا يصفون كلامهم في شعرهم وخطابتهم ببرود القصب الموشاة وبالحلل والديباج والوشي واشباه ذلك وكثيرا ما وصفوا خطباءهم بانهم مصاقع لسن كما وصفوهم باللوذعية والرمي بالكلام العضب القاطع وفي امثالهم جرح اللسان كجرح اليد ويروى ان الرسول الكريم وهو سيد الفصحاء استمع الى بعض خطبائهم فقال : (ان من البيان لسحرا). ونفس ادبهم الذي خلفوه يحمل في تضاعيفه ما يصور فصاحة منطقهم وكيف كانوا يتأتون للكلام حتى يبلغوا به كل ما يريدون من استمالة القلوب والاسماع ولقد لقبوا شعراءهم القابا تدل على مدى احسانهم في رأيهم مثل. المرقش والمثقب والمنخل والنابغة وكانما كان هناك ذوق عام دفع الشعراء والخطباء الى تحبير كلامهم وتجويده ومن يتصفح اشعارهم يجدها تزخر بالتشبيهات والاستعارات وتتناثر فيها من حين الى حين الوان من المقابلات والجناسات مما يدل دلالة واضحة على انهم كانوا يعنون عناية واسعة باحسان الكلام والتفنن في معارضة البليغة.