ثمة شيء ما داخلنا.. لا يلتقطه ادراكنا الا في لحظات الصفاء.. ثمة شيء لاتدري اهو الوهم .. ام هو عين الحقيقة انه هذا الاحساس الغامض الذي نحمله لمن نحب انه التفاني والغفران والرؤية الجميلة للروح التي لاتنجلي الا معه وحده.. اما الآخرون فليسوا الا مكملات لصور في حدقه العين التي تحمل كل ما في الحياة.. لاشيء آخر ينفذ الى الروح فقط من نحب - هم من ينفذون .. هم من يقتربون.
فمن ذا الذي يمتلك مفتاح الولوج الى داخلنا - هل هو المحب ام هو المحبوب - ام انه سر .. لا يدركه كلاهما.. ولماذا اجلس مع صديقة ما.. فأشعر انها دمثة الخلق ذكية مخلصة واحب ان استمع اليها واستمتع بحديثها - ولكن ثمة شيئا آخر يختلف يربط بيني وبين آخرين.. لهم نفس الصفات ولاتزيد ولا ارى منهم شيئا مختلفا فلماذا يختلفون بداخلي.. فتصبح الالفة رابطا.. وتصبح الصلة عميقة ووثيقة - حتى كلماتهم - تصير الكلمات شفاه ولماذا حين يداهمك هذا الشعور تجاه شخص معين تشعر حين تفارقه انك تغترب.. وتدرك انك.. تحبه.. ولماذا تحبه ولماذا ليس الآخرون الذين يحملون صفات مشابهة وخصالا دمثه.. انه علم ضئيل ضئيل هذا الذي عرفناه عن انفسنا.. وانه سر.. في بحر الاسرار الذي لا يعلمه الا الله.. سبحانه وتعالى .. مسحت على ذاكرتي نفحه عاطره وانا في خضم تساؤلاتي تذكرني بالامام الجليل الفقيه سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه حين سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه عن المرء يقابل اخاه فيحبه او يكرهه دون سابق تعارف فيجيبه علي بما سمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف).
ابتسمت وانا استرجع الكلمات في نفسي.. حقيقة.. فانها .. روحي.. تعرفك وروحك تعرفني يا من تمس اوتار احساسي.. فتراك بصيرتي.. ولايكاد.. يدركك البصر. د. سلوى ابوعريس ـ طبيبة اطفال
