DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مسلسلاتنا الخليجية والتسطيح الثقافي

مسلسلاتنا الخليجية والتسطيح الثقافي

مسلسلاتنا الخليجية والتسطيح الثقافي
أخبار متعلقة
 
كنا مخطئين في تصورنا وصمتنا طيلة الشهر المبارك (شهر رمضان) حول التعليق على تلك البضاعة الفنية الرديئة التي اتحفنا بها جهابذة الاعمال الفنية كتابة وانتاجا واداء في الخليج لقناعتنا شبه اليقينية بأن ذلك الهذيان والعبث الذي يسمى تجاوزا اعمالا فنية لن يصل لنهاياته دون ان يقابل بسيل عارم من الانتقادات والتحقيقات والانتفاضات من المؤسسات الثقافية والاعلامية وغيرها وهم معنيون اكثر من غيرهم بذلك الانحدار الذي سبب السخط والحنق الجماهيري، وبما انه لم تقم لجان تحقيق ولم تعقد مناقشات عميقة لبحث اسباب الانتكاسة الفنية، بل على العكس تم الاحتفال بمهرجي تلك البرامج في ايام العيد لشكرهم على تلك الابداعات! عرفنا حينها ان المعنيين بواقع الفن والثقافة هم الآخرون يغطون في سبات عميق لانهم لم يصلوا الى ما وصلوا اليه من مواقع المسؤولية والقرار الا لدفعهم فاتورة تهريج من نوع خاص. لقد انتاب غالبية المشاهدين اصحاب العقول المتأملة المفكرة نوع من انواع الضجر والخيبة والاحباط السوداوي لما وصلت عليه احوالنا الثاقفية والفنية في الخليج من تقهقر وانحدار لم نشهد له مثيلا وكأن لسان حالنا يقول بأنه لم يعد عندنا من نجاحات وابداعات نقدمها للعالم الخارجي واجيالنا المستقبلية سوى تلك السخافات التي يبيعها لنا هؤلاء ولحسن الحظ لا يمتلك احد في تلك المحطات حق اجبار المشاهدين على مشاهدة ما يقدمه التليفزيون من هراء ورغاء رغم انوفهم، بفضل ذلك التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والفضائيات الذي يتيح لهم متابعة ما قدمته محطات اخرى من برامج ومسلسلات جيدة ولو لا تلك الميزة لما كان لتلفزيونات الخليج المحلية دور سوى مهمة الابلاغ عن موعد آذان المغرب في رمضان، وحتى هذه الفضيلة يمكن الاستغناء عنها لتوافر البدائل الكثيرة. في خضم ما تم عرضه من مسلسلات وبرامج فنية اثناء شهر رمضان الفائت، كان هناك نوعان من انواع الفن الاعتباطي الضحل، اولهما تلك المسلسلات الدرامية التي تدور احداثها ولغوها اللفظي وانفعالاتها حول قصة هشة وسيناريو مليء بالرتابة والاملال التي لا تثير فضول وانتباه وخيال المشاهد بل تدفعه لندب حظه العاثر الذي قاده لاضاعة وقت ممكن ان يصرفه لشؤون اخرى او اعمال اكثر اهمية او مشاهدة مسلسلات او برامج جيدة مغايرة بأي منطق نبرر ذلك العقل التسطيحي الضحل على حساب الفن الاصيل والفكر المبدع والثاقفة الرزينة فكل ما هنالك ان اولئك الذين يتصدرون الساحة الفنية حاليا هم اقدر من غيرهم على الوصول للمؤسسات الاعلامية وفقا لايديولوجية النفاق والتهريج التي تسود العمل الفني من غيرهم من المبدعين المنزوين التي تقف اصالتهم وكرامتهم واحاسيسهم المرهفة حائلا لبلوغ اهدافهم بطرق ملتوية. وفي محصلة الختام ينبغي لاولئك الذين يتصدرون لمهمة رسم المستقبل الثقافي والفني في الخليج ان يعوا حجم الازمة العميقة التي تمر بها آلية التفكير في تعاطيها الاعتباطي مع حقل يمس مستقبل وامن وفكر الاجيال المقبلة وهو تعاطي لا يمكنه قطعا الشعور بقيمة الفكر والثقافة ولا يراعي متطلبات الهوية الوطنية التي من دونها لا يمكن بناء دولة حديثة ومجتمع متماسك وافراد مبدعين، فدول الخليج فيها الكثير من الافكار الخلاقة والطاقات المنتجة المتميزة التي تحتاج للتشجيع والتبني، فبالقدر الذي نبتعد عنها ولا نبحث عن ابداعاتها من الطبيعي ان تنتكس اوضاعنا وتخلوا الساحة لارباع وانصاف المتعلمين الذين يقدمون لنا انتاجا هو ما نشاهده راهنا. ناصر مالك ناصر حمدان