DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مقهى في العاصمة بغداد وفى الاطار حسام عبدالحسين

مقاهي بغداد تتحول إلى مؤسسات ثقافية أيام الحصار

مقهى في العاصمة بغداد وفى الاطار حسام عبدالحسين
 مقهى في العاصمة بغداد وفى الاطار حسام عبدالحسين
أخبار متعلقة
 
في ظل الفوضى التي عاشتها وتعيشها العراق بعد سقوط النظام العراقي وانتشار القوات الأمريكية في شوارع العاصمة العراقية "بغداد".. كان الجميع بين هارب من العاصمة التي كانت تعاني من الحر وفقدان الآمان والكهرباء .. الذي تعيشه العراق في شهر "أغسطس" - وقت زيارتي لبغداد- وبين مغترب يعود إلى وطن غادره من سنين وصحفي يعبر خطوط التماس ليخرج بتقارير صحفية مميزة. حينما تنوي الذهاب الى عاصمة الرشيد تحمل في جعبتك الكثير من المعلومات .. وأرقام التيلفونات لشخوص تتمني اللقاء بهم .. وتبحث عن مواقع تجمعهم .. وربما كانت تلك المعلومات تعود الى سنين الغربة التي عاناها من قام بتزويدك بتلك الارقام.. لم يذكروا لي "فضاء الحوار" بقدر ما ذكروا لي مقاهي بغداد .. تلك المقاهي التي كانت بوصلة كل وافد وزائر لبغداد - مقهى حسن عجمي ؟؟ سوف تجد جميع الاصدقاء هناك - ستجدهم يحتفون بك - هكذا قال ابو حالوب في دمشق .. حينها تيقنت بأنني سوف أجد العديد من الأصدقاء وكذلك أصدقاء جدد .. وكالمهووس قمت بتسجيل هواتفهم في كل المدن البغدادية.. الديوانية - الوزيرية .... هكذا إذن ستكون رحلتي موفقة مع اصدقاء يقدمون لي مفاتيح المدينة كي استطيع ان اختصر الوقت والزمن.. وبمجرد دخولنا طلبت من مرافقي الذهاب إلى حسن عجمي .. هناك الجميع يحتفي بوصول أي عائد من الخارج - هكذا كنت أعتقد - .. ولكن "العجمي " تحول إلى مقهى خاص بقطاع الطرق والنهابة المتناثرين في الشوارع .. وأصبح ميدان بغداد موقعا لبائعي الأطباق الفضائية على الأرصفة ومزادات البضائع الإسرائيلية المتناثرة في الشوارع.. هكذا تحمل الليل بداخلك وتحاول قتل اللحظات ولكن "ليل العراق طويل" في مثل هذه العتمة وأصوات التراشق التي تصاحب أزيز طائرات لا تعرف من أين تأتي .. وتتناثر الأيام بدون أن تلتقي بالوسط الثقافي في بغداد.. حتى تمكنت من التعرف على أحدهم في مؤتمر صحفي بفندق القناة (قبل التفجير).. حينها شعرت بأن البوصلة التي فقدتها تعود لي ثانية.. خصوصا بأن الليل ينتهي بين المحطات الفضائية وتغيير المولدات الكهربائية في الفندق.. وشعرت بأني سأجد أياما أخري لبغداد غير تلك الأيام الصحفية ورصد الوضع اليومي ومعايشة الحياة اليومية - التي نشرتها في اغسطس الماضي تحت عنوان "ايام بغداد" - هنا تلك الأيام التي عشتها ولم أكتب عنها بعد .. حوارات لم تنشر لأنها بحاجة إلى رؤية مختلفة وأسلوب مختلف . في فضاء حوار تلتقي بجمع من الأصدقاء فيأخذك كاظم نصار - المخرج المسرحي - الذي فقدت الأمل في اللقاء به بعد أن تيقنت بأن الهواتف أجهزة صامتة بدون معني في بغداد . .. وكان "حوار" بوصلتي التي فقدت منذ دخولي بغداد.. يأخذني إلى محمد مظلوم الشاعر العراقي الذي اضطرته الظروف لمغادرة بغداد بعد حرب الخليج الثانية هربا مع كل الشعراء الذين غادروا العاصمة وجحيم الانتفاضة التي تم قمعها في ذلك الوقت.. وبين مظلوم ولميعة عباس والعديد من الأصدقاء تعيش لحظات حميمة .. وحينما سألت عن المقاهي يأخذني مظلوم إلى" مقهي الجماهير" الذي يجتمع فيه مثقفو العراق ويقع في زقاق متفرع من شارع المتنبي - الذي أصبح معرضا دائما للكتاب - وتأخذك الدهشة حين تجد لوحة علق عليها البرنامج الثقافي للمقهى " ملتقى الشعر" ، "ملتقى القصة " ، "ملتقى الفن" . هذا هو المناخ الجديد في بغداد.. ربما لأننا كزائرين لم نعتد مناخ المقاهي - رغم تلك المحاولة التي مازال أحد الأصدقاء يحاول خلقها بالدمام - من أجل حالة من الحميمة التي تتجاوز الشخصانية.. وتدخل في حوار بين كاظم نصار ومحمد مظلوم - الصديقين الحميمين الذين لم يلتقيا منذ سنوات طوال - سنوات الغربة لمظلوم - الذي جاء إلى بغداد منذ الأيام الأولي للحرب متسللا عبر الشمال العراقي في مغامرة رصد يومياتها في جريدة المستقبل اللبنانية - وهكذا هو دائما يعشق المغامرة مع الحياة والشعر والنساء.. قليل من التاريخ قليل من الشعر يشاطر "المرق والتمن" وهوا أفضل وجبة يمكن تناولها في مقهى شعبي كا لجماهير ولكن عليك أن تتحاشى شرب الماء إلا من قناني معدنية مستوردة تشتريها من الخارج معك - نسبة الملاريا منتشرة بأرقام غير محصورة بعد - هكذا كانت نصيحة مظلوم الذي همس بها كي لا يتحسس منه الأصدقاء ويعتبرونه وافدا وليس مواطنا - وربما لقرب إنتهاء رحلتي ورحلته تواعدنا أن نلتقي في دمشق ذات يوم. فضاء الحوار مع المخرج كاظم نصار عدنا إلى" فضاء الحوار" لنلتقي مع الفنان التشكيلي حسام عبدرب الحسين. الأستاذ بأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ليكون هذا الحوار الفاتحة لأيام بغداد الثقافية المليئة بالحوارات الأخرى : @ كيف كانت نفسيات الفنانين العراقيين أثناء فترة الحصار؟ - ثمة خصوصية تمثلت لدى كل فنان وهي مدى تأثير الحصار على كيانه الخاص، مكامنه الداخلية وابداعه، تواصله مع بقية الفنانين في العالم العربي او مع فنانين الداخل ايضاًً. الفنان العراقي لم يكن يجتر معلوماته بقدر ما كان يجتهد، والابداع هو معرفة زائد معاناة ، وما توصل له الفنان العراقي عبر هذه الفترة الفاصلة التي مررنا بها لم تعط للفنان فرصة للبحث عن قيمة شرائية للوحة بقدر ماكان يعاني من جميع النواحي المادية والمعنوية، ولم يكن هناك متسع من الفرصة لاكمال مشواره الفني الذي وصل إليه منذ فقدان العلاقة مع الخارج وعدم إمكانيته للسفر خارج العراق اضافة الى علاقاته التي تقطعت مع الخارج. ورغم ذلك كان هناك تواصل مع مجموعة من الفنانين الذين نعتبرهم مناضلين مثل قاسم السبتي صاحب فضاء الحوار الذي أخذ دور مؤسسة متكاملة في ادارة شؤون الفنانين نفسياً وماديا ومعنوياً.. وهناك كثيرون مثل قاسم. فنانو الحصار @ ما الدور الذي كنت تقوم به كأستاذ بكلية الفنون الجميلة ببغداد؟ - كنت اقوم بدور الاب والاخ والاستاذ والصديق مع استكمال دوري كمدرس وتسهيل المواد المطلوبة للطلاب.. وانت تعلم بأن دراسة الفن التشكيلي مكلفه بالنسبة للطالب في حين أن هناك احتياجات اهم لمتطلبات المعيشة اليومية.. لكننا قمنا بمحاولة توفير مواد بديله كي تستطيع إيصال المعلومة بشكل صحيح .. وقد انتجت هذه الفترة الفاصلة مجموعة من الفنانين المميزين واستطيع ان اسميهم فناني الحصار. علاقة مودة @ كيف كانت علاقتكم مع الفنانين في منطقة الخليج؟ - نحن كشعب عربي صلاتنا وعلاقتنا ببعضنا لا تؤسسها امريكا او غيرها من الحكومات الاستعمارية، وعلاقتنا مع الخليج والعالم العربي تربطها الاخوة والاسلام، الدين والدنيا، ونحن كشعوب غير مسؤولين عن الانظمة التي تقود.. وما قدمته السعودية او بعض الدول العربية الأخرى إلى الشعب العراقي يعني مساندة الشعب العراقي ، وقد أكدت كل الازمات بأن المواطن العراقي بداخله انسان بسيط، حمامة وديعه، وكل مجتمع يحمل بداخله التناقضات. مجد حاضر @ كيف كان صدى المعارض العراقية التي اقيمت بالخارج خلال السنوات الاخيرة من الحصار؟ - كان صدى المعارض يأتينا من خلال الصحف او بعض الفنانين الذين تمكنوا من السفر والعودة مرة اخرى الى العراق.. وقد وجدنا بأن مجد الفنان العراقي موجود وليس مجد سنحاول صناعته الآن.. ولسنا في حالة حرب كي نتباهي به مع الآخرين او نبرز عليهم انفسنا.. نحن جزء منهم وهم جزء منا. وأي فنان خليجي يبرز يضيف إلينا.. لاننا جزء لا يتجزأ من هذا الكيان. خصوصية @ كيف استطعتم ان تستعيضوا عن الخامات الاساسية والالوان المطلوبه في الاكاديمية بخامات أخرى وربما نقول بأنها اصبحت خاصة بفنانين العراق؟ - في الاكاديمية انا اقوم بتدريس السنة الرابعة وهؤلاء الطلاب (المشروع) وفي هذه المرحلة يطلب من الطالب ان يقدم احد عشر عملا كي ينهي السنه.. وقد بدأنا باختصار هذا الرقم الى اثنين فقط في الفصل الاول وفي الجانب الآخر جعلنا الطالب يبحث، يقرأ وحين يقدم النموذج يتم النقاش معه .. وبهذا صنعنا الثقافة الفنيه من اجل تعويض الذي فقد. وفيما يخص المواد كنا نساعد الطلبه في توفيرها هم و فنانين آخرين.. وكان الآمر يصل الى اننا نعطيهم مصروفا خصوصاً القادمين من محافظات اخرى.. وهذا ما جعلنا نتحول الى اسرة واحدة جمعتها المحبه والاخلاق والدين.. وقد تحول بعضنا إلى الإنسان (الجواد) وهو الذي لا يملك ولكنه يجود بأي شيء يملكه.. لقد حولنا الحصار ليس إلى كرماء بل الى أجواد في بعض الأحيان. تكاتف @ هل استطعتم خلال الفترة الماضية تخريج دفعات متواصلة من الفنانين الشباب الجدد؟ - لقد كنا متكاتفين من أجل استمرار الدراسة.. ولم تكن الكلية توفر مصادر ما .. فتحولت مكتباتنا الخاصة الى مصادر للفنانين والادوات الفنية التي نستخدمها في الرسم حولناها للطلاب.. وذلك لاستمرار التواصل وحاولنا أن نكرس الجانب النظري كي يتم تأسيس الطالب بشكل مميز وقد كنا نخرج كل عام اعداد جميلة من الطلاب.