DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مالك ناصر درار

مالك ناصر درار

مالك ناصر درار
أخبار متعلقة
 
في كل الازمات التي تمر بها الأمة العربية وهي كثيرة بما لا تحصى تنهال الاتهامات على المثقف العربي: أين هو؟ لماذا يصمت بريبة وهل هو تابع ام غائب؟ ولماذا لا يقوم بكذا وكذا من الامور او يقدم الحلول او يفضح ويندد؟ الى آخر هذه الاقاويل التي تتوجه بها اجهزة الاعلام والمثقفون أنفسهم بغية إدانة غيرهم من المثقفين والافراد من الناس وحتى الموظفين في الدوائر الرسمية والاهلية التي تعنى بالثقافة ومع ان هذه الاقاويل والتهم يراد بها التجريح والحط من شأن المثقف باعتباره شخصا مغرورا ونرجسيا الا انه بامكاننا قراءتها على الوجه الآخر الذي يفصح عن أهمية المثقف ومكانته بين الناس وعن مقدار ما يأمله الناس منه، ثم إن هؤلاء الذين يوجهون الاتهام الى المثقف ويصفونه بالتبعية او الغياب يدركون ان المثقف ليس سوى فرد بين المجموع يجري عليه من العسف والتنكيل والتهديد ما يجري على الآخرين بل اكثر مما يجرى عليهم باعتباره اكثر وضوحا في موقفه واكثر قدرة على نقد ما يجري حوله، واعتباره منتجا للثقافة وهو بسبب هذا يصبح انسانا مقلقا لاتأمن اي سلطة جانبه. انني اتحدث عن المثقف المبدع الحقيقي الذي لا يخضع الا لسلطة الروح والحرية، وقضايا هذا المثقف محددة بوضوح تام وهي رفض اية سلطة من أي نوع تسعى لقهر الانسان ومصادرة حقوقه في الحياة والحرية والارتقاء، هذه هي قضية المثقف الجوهرية والمركزية ومن اجل هذه القضية هو حر في ان يبتكر ويبدع اسلوبه وطرائقه في التعبير عن هذا الجوهر وما نسميهم مثقفي السلطة هم ليسوا اكثر من كتبة وموظفي دوائر واجهزة سواء كانوا في هذه المؤسسات ام خارجها اذن ينبغي التفريق بين مثقف ومثقف حين نكيل التهم فليس كل من كتب بحثا او نظم قصيدة او الف رواية هو مثقف حقيقي فمثل هؤلاء يمكنهم ان يكونوا اتباعا وحاشية وهم كثر في الواقع العربي المتردي.