DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حسن المصطفى

حسن المصطفى

حسن المصطفى
حسن المصطفى
أخبار متعلقة
 
ما يتردد في المجالس وعلى صفحات جريدة "اليوم" حول اعتزام شركة أرامكو التوقف عن بناء المدارس وتحويلها المبالغ المخصصة لها لوزارة المالية للقيام بهذه المهمة، يجعل المعني بالعملية التعليمية يترقب الوضع السيئ الذي ستؤول إليه المدارس المنشأة سلفا من قبل أرامكو، وحال المدارس التي ستبنى لاحقا والتي كان من المفترض أن تقوم هي ببنائها، وبعبارة موجزة سيسدل الستار على مرحلة امتازت بالتميز بناء وجودة وصيانة، كانت فيها هذه المدارس مثالا يحتذى ونماذج يأمل الكثيرون في تكرارها. الأمر لا يتعلق بتحويل الأموال لوزارة المالية وحسب، بل يمتد لما يترتب عن ذلك من سلبيات الأجهزة الحكومية وتعقيداتها وبيروقراطيتها والإهمال المتفشي من قبل المسئولين فيها عن متابعة المرافئ التعليمية وتزويدها بما تحتاجه من مال كافٍ لتمويل مستلزمات الصيانة والتأثيث وتمويل مستلزمات العملية التعليمية. المسألة لا تحتاج لتعقيد كثير، ولا إلى مزيد من التنظير والإقناع، فزيارة واحدة لمدرسة مبنية من قبل أرامكو، ومدرسة مبنية من قبل القطاع الحكومي، تكشف مدى البون الشاسع بين المنشأتين. تردي المباني، وعدم صيانتها، وعدم بنائها بشكل يلحظ الجنبة التربوية والعلمية، ونقصان المرافق العامة، كل تلك سلبيات تعج بها المباني التي يشرف عليها القطاع الحكومي، وذلك عائد ليس لخلل في إدارات التعليم في المناطق المختلفة بالدرجة الأولى، بقدر ما هو عائد للميزانيات المحدودة والمتقشفة التي تحدد للمدارس، وسوء المقاولين المتعاقد معهم. استياء الناس، واستياء إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية لوحده لن يثني أرامكو عن خطتها، طالما أن لديها أسبابها، ولديها دراسة الجدوى التي تعتمد عليها، وطالما ظل الأمر مجرد استياء عام، ولم يتحول لمبادرة عملية على الأرض تمنع حدوث هذه الخطوة. المطلوب الآن تكوين لجنة رسمية من قبل إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، وتكوين لجنة شعبية من أهالي وأولياء أمور الطلاب، تقوم هاتان اللجنتان بالتنسيق فيما بينهما وعمل دراسة ميدانية تثبت لشركة أرامكو فيها بالحقائق والأرقام مدى سلبية الخطوة التي تعتزم الشركة الإقدام عليها، وتقوم هاتان اللجنتان بمقابلة مدير عام شركة أرامكو والمسئولين المعنيين بالأمر في وزارتي المالية والتربية والتعليم، ممارسة عملها الجاد والضاغط في هذا السياق إلى أن يتم الرجوع عن القرار، لأن المسؤولية تقع على الجميع، ومجرد الامتعاض والمعارضة دون خطوات عملية لن يفيد، والكرة الآن في ملعب إدارة التعليم والأهالي معاً، و"كثر الدق، يفك اللحام".