DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

قصة شركة إنترنت .. من الفكرة إلى القبر

قصة شركة إنترنت .. من الفكرة إلى القبر

قصة شركة إنترنت .. من الفكرة إلى القبر
قصة شركة إنترنت .. من الفكرة إلى القبر
كان ينظر إلى "بو" بوصفها شركة "تعوزها الحماسة" حيث توجد مكاتبها في شارع كارنابي بالعاصمة البريطانية لندن، وبمؤسسيها الاثنين ارنست مالمشتن وعارضة الأزياء السابقة كايسا ليندر وهما صاحبا شخصيتين جذابتين. وكان الاثنان قد سبق لهما أن أسسا ثم باعا شركة بوكوس الإسكندنافية لبيع الكتب عن طريق الإنترنت. لكن بعد أن ساء مناخ الاستثمار في مجال شركات الإنترنت كانت "بو.كوم" من أوائل الشركات التي اضطرت إلى تصفية نفسها، وأغلقت أبوابها في 16 أبريل 2000. وكانت "بو" من أسوأ الشركات في مجال الإنترنت؛ فقد بلغت جملة نفقاتها أكثر من 100 مليون دولار في أقل من 18 شهرًا، ووصل معدل الإنفاق قبل أن تغلق أبوابها إلى مليوني دولار في الأسبوع. وبعد أن انهارت كان الجميع على قناعة بأن فكرة بيع الملابس الرياضية على الإنترنت فكرة سخيفة. غير أن قصة بو أصبحت مسلية من الجانب الإنساني؛ إذ كيف تسنى لسويديين اثنين أن يصبحا الوجهين المعبرين عن جيل الإنترنت- على الأقل في أوروبا- وأول ضحية كبيرة لمجال الدوت. كوم (شركات الإنترنت)؟ @ في كتابه "بو هو" سطر إرنست مالمشتن - الرئيس التنفيذي السابق لشركة بو.كوم- ملامح فترة تاريخية تتسم بكثرة التكهنات المالية التي من غير المرجح أن تتكرر مرة ثانية على الإطلاق، وإن كان هذا الرصد أحادي الرؤية فهو قمين بالاعتبار. ويضرب كتاب مالمشتن مثالاً على الأمانة التي يتسم بها الإسكندنافيون فهو مباشر وصريح ويحتوي رصدا زمنيا من المصادر الأساسية لفترة عامين من عمره علاوة على قصة شركة بو. كوم. وساهم شخصان آخران في تأليف الكتاب- هما إريك بورتانجر وتشارلز درازين- مما يجعل الكتاب ينطق بنبرة متسقة تسير على وتيرة واحدة طوال صفحاته. والكتاب لا يعبر صراحة عن طمع وحماقة العاملين في الشركة، لكنه يرشد القارئ إليهما من خلال رصد أحداث يعرف منها النتيجة التي لا مناص منها وإن كان يأمل في ألا تؤول الشركة إلى مصيرها المحتوم مثلما حدث. الجانب المدهش في الكتاب هو الذي يتناول المحاولات الأولى للمؤسسيءن للحصول على تمويل للشركة، حيث عقدا اجتماعات مع عدد من بنوك الأعمال الكبرى؛ الأمريكية والأوربية، وجميع أفراد عائلة بينيتون في أحد القصور القريبة من فينيسيا وبرنار أرنولت صاحب سلسلة محلات البضائع الفاخرة إل إم في أتش. في الوقت نفسه كان الاثنان يقيمان في أفخم فنادق لندن وباريس ونيويورك وسان فرانسيسكو ولم يكن يعرف وجودهم إلا قلة قليلة. لكن القصة لا تركز على غطرسة أو سحر المؤسسيءن بل إنها قصة أخطاء شارك الجميع في ارتكابها. وما يدعو للمفاجأة أن مالمشتن لا يجد غضاضة في فكرة هذا النوع من النشاط من الأساس (بيع ملابس رياضية عبر الإنترنت). لكنه يشكو من أن أكبر أخطائه هو أنه لم يحاول أبدا أن يعثر على رئيس مالي كفء للشركة. ويحاول مالمشتن بكل ما أوتي من عزم وقوة أن يلقي باللوم فيما حدث على طرف أساسي-نادرا ما ورد اسمه في وسائل الإعلام- هو باتريك هيدلين وهو مستثمر مصرفي يعتبر بمثابة المؤسس الثالث للشركة. وتعرض هيدلين للهجوم مرارًا من مالمشتن الذي يرى أنه لم يلتزم قط بدوره في الشركة، فقد كان يفضل التفاوض مع مستثمرين مصرفيين آخرين عن تصريف العمليات المالية لشركة "بو" بكفاءة واقتدار. غير أن هيدلين الذي كان يتمتع بلكنة سويدية واضحة- ولم يكن وجها إعلاميا مقبولا مثلما الآخرين- ابتعد عن أضواء وسائل الإعلام قبل أن يتم فصله من الشركة. ويوجد قدر كبير من التحيز في هذه الرواية. فعلى سبيل المثال هي لم توضح الأسباب الكامنة وراء فصل مالمشتن لمعظم كبار المديرين في شركته. ولم يقدم الكتاب مبررًا أو شرحًا تفسيريًا لأسباب التعثر في تنفيذ الخطط التقنية في الشركة مما أرغم مالمشتن على إطلاق موقع به علل كثيرة ويصعب على كثير من الزوار التعامل معه. وعلى الرغم من تحيز هذه الرواية فإنها لا تخلو من قدر وافر من التسلية كما أنها تسجيل لا يخلو من دقة لفترة من الخبل دامت عامين. وتظهر أجزاء كثيرة، الكتاب كما لو كان دليلا للمطاعم والفنادق العالمية وللناس الذين قابلهم هذين النجمين الإعلاميين- إرنست مالمشتن وعارضة الأزياء السابقة كايسا ليندر- في أسفارهما. إن مسألة تطوير "بو" لشيء ذي قيمة فهي مسألة مختلفة. فالشركة فشلت دون شك من وجهة نظر استثمارية. غير أن مالمشتن يرصد في تسلسل زمني الطموح الشديد لهذا المشروع التجاري. ففي أقل من عامين، طورت "بو" نظاما لأداء المهام أو الإنجاز وللإمداد والتموين يمكنه توصل البضائع لأي مكان في أوروبا، وكان لها مراكز في جميع أنحاء أوروبا. وكان هذان العملان يعتبران إنجازين هائلين بمقاييس ذلك الوقت، وأحد الخيارات التي كانت مطروحة أمام الشركة- التي كانت تسعى بشدة إلى الحصول على مزيد من التمويل- هو أن تفصل نظام الأداء الذي طورته بالاشتراك مع دويتشه بوست وأن تستثمر فيه بوصفه مشروعًا جديدًا. غير أن كلا العملين في المشروع بيعا بثمن بخس حين تم تصفية الشركة. أما آخر ما يثير السخرية في تلك القصة فهو أنه من بين كل شركات الإنترنت التي أفلست في عام 2000، كانت "بو" من بين تلك الشركات التي سنحت لها فرصة لأن تقف على قدمين ثابتتين. لكن ما أفسد الأمر على الشركة هو أسلوب مؤسسيها الاثنين بناء على نصيحة من مسانديهما وداعميهما المصرفيين الذين أرادوا بناء شركة عالمية بين عشية وضحاها. وكان هذا القرار- مثلما بينت الأيام فيما بعد- من القرارات الحمقاء . فقد كان يحمل من الأخطاء ما لا تخطئها عين حتى وإن كان قد اتخذ في ظروف غير عادية. ربما يود كل شخص يقف على أعتاب مجال الإنترنت أن يقرأ هذا الكتاب. boo hoo boo hoo: a dot com story from concept to catastrophe By: Ernst Malmsten, Erik Portanger and Charles Drazin. Publisher: Random House Price: #17.99 ISBN: 0-7216-7239-7

أخبار متعلقة