DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خليل الفزيع

خليل الفزيع

خليل الفزيع
خليل الفزيع
أخبار متعلقة
 
يتفنن بعض مذيعي الفضائيات العربية في الحذلقة الكلامية، واستعراض العضلات وتجاوز ابسط قواعد اللياقة والتأدب في الحوار، ومعظم هؤلاء المذيعين، يعدون لبرامجهم باحكام مسبقة فاذا تلك البرامج الحوارية تنقلب الى (مهزلة) لان المذيع يريد فرض رأيه على ضيوف برنامجه، ومن يخالفه الرأي، فلن يلقى منه سوى (القمع) والتدخل السريع لمنع ذلك الضيف من ابداء رأيه بحرية وتجرد، هؤلاء المذيعون هم احدى (المصائب) التي ابتليت بها بعض الفضائيات العربية التجارية، ان لم نقل اغلبها. واذا كانت هذه الظاهرة تدعو الى الاستغراب، فان الاكثر غرابة من ذلك هو ان بعض اولئك المذيعين يناصبون دول الخليج العربية العداء، ويعلنون هذا العداء بشكل سافر في برامجهم الحوارية، وكأنما وضعوا تلك البرامج لهذه الغاية دون سواها متجاهلين وعي المشاهد، وقدرته على التمييز بين الغث والسمين، ورفضه محاولة دس السم في العسل، فالمشاهد يحترم الحوار الموضوعي الرزين حتى وان تضمن نقدا، لكنه في الوقت نفسه يرفض الحوار (المجير) لتصفية الحسابات او للتعبير عن احقاد دفينة ضد دول الخليج العربية او رموزها من الرجال البارزين ثقافيا او اقتصاديا او سياسيا، فهذه الاحقاد تنم عن نفوس مريضة، لا تستحي ان تسفر عن وجوهها القبيحة في مثل هذه البرامج الهجينة والفجة، التي تقدم تحت مظلة حرية الرأي او حرية التعبير، وما اكثر ما تظلم الحرية في مثل هذه البرامج. ومع ان مذيعي البرامج الحوارية لابد ان يتميزوا بصفات تفرض احترام المشاهدين لهم، فإن اولئك المذيعين الذين نتحدث عنهم يظهرون وكأنهم قد أتوا للتو واللحظة من سوق (الحراج) فهناك يبيعون البضائع الرديئة والمستهلكة، وهنا يسوقون الكلام الردئ والمستهلك وبذلك تتحول بعض الفضائيات العربية الى سوق للمزاد والمزايدة ومن ينجو من شرها هو من يدفع اكثر، والفرق بينها وبين سوق (الحراج) انك هنا تختار البضاعة التي تروق لك وتناسب ميزانيتك، لكن في تلك الفضائيات كل شيء مفروض عليك الا ان تتحول الى فضائية اخرى وربما تكون اسوأ من سابقتها فتتركها كما تركت غيرها. ان هذه الفضائيات بمثل هذه الحوارات الرديئة، تضيف اسفافا الى اسفافها المعهود، والمتمثل فيما يسمى بالبرامج الترفيهية حيث تسقط فيها الآداب الى الدرك الاسفل من التدني الذي لا تحمد عقباه. ولا عجب.. فهؤلاء هم مذيعو آخر زمن.