ان لجوء بعض النساء لاستخدام الكريمات والطلاءات والدهانات المختلفة او محاولة استعادة الشباب بالملابس المزركشة والاكسسوارات لن يجدي في الوقاية من حدوث علامات الشيخوخة وانما يجب ان تبدأ هذه المقاومة بالتغذية الصحيحة الغنية بالفيتامينات والمعادن المضادة للاكسدة والى جانب ذلك لابد ايضا من ممارسة اي نشاط رياضي بصفة منتظمة.
اماعن الجانب النفسي فانه يجب ان ندرك تماما انه بامكاننا ان نستمتع بكل مرحلة من العمر وان نجعل فيها اشياء جديدة يمكن ان تعود علينا بالمتعة والمرح فلا شك انه ببلوغك سن الخمسين لن تتمكني مثلا من اداء مباراة تنس بنفس القوة واللياقة كما كنت في سن الخامسة والعشرين لكنه لاشك ايضا في انه لايزال بامكانك ان تستمتعي بالمباراة ولو لمجرد المرح والتسلية.
التغييرات العضوية
بصفة عامة تؤدي الشيخوخة لتغيرات عديدة طبيعية بالجسم تجعل الجسم (او الماكينة) اقل كفاءة في القيام بعمله وتصبح العضلات والمفاصل اقل قوة وتحملا للتعب تؤثر هذه التغيرات على شكل وملامح الجسم من الخارج وخاصة الوجه, كما تؤثر على الاعضاء والوظائف الداخلية فيضعف نمو الشعر وتحدث ظاهرة مشيب الشعر, وتحدث تغيرات بالاسنان فيخفت بياضها وتصطبغ بلون مصفر ويحدث تراجع للثة فتتعرى الاسنان بدرجات متفاوتة لكن هذه التغيرات يمكن مقاومتها بالعناية المنتظمة بالاسنان ويصبح الجلد بمختلف انحاء الجسم ضعيف المرونة جافا بدرجات متفاوتة ولذا تظهر الحاجة الى كثرة استخدام مرطبات الجلد ويكون من المفيد كذلك عمل حمامات الزيوت لتترك طبقة دهنية على الجلد كما تفيد هذه الوسائل في مقاومة الرغبة في حك الجلد (الهرش) التي تحدث مع التقدم في السن كما تصبح الدورة الدموية بطيئة مما يتسبب في الشعور بالبرودة بسهولة وخاصة بعد تجاوز سن السبعين وللسبب نفسه تظهر الشكوى من برودة اليدين والقدمين ولمقاومة ذلك يجب تدفئة الاطراف باستمرار كارتداء قفاز لليدين وعمل تمرينات للاصابع لتنشيط الدورة الدموية بها ويجب ان تلقى القدمان عناية خاصة لان اي اصابة بهما قد يطول التئامها نظرا لضعف الدورة الدموية بالاطراف ويجب ان تزيد هذه العناية في حالة وجود مرض السكر.
وقد تتغير كذلك حاسة الشم وحاسة التذوق ومع التقدم في السن تزيد القابلية للاصابة بامراض ومتاعب صحية عديدة مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول ومرض السكر.
ولذا فان وجود طبيبة ماهرة موثوق بها خلال هذه الفترة المتقدمة من العمر يعد ضرورة مهمة للكشف عن اي متاعب او امراض في مرحلة مبكرة مما يساعد على الشفاء منها او السيطرة عليها.
سن اليأس
وصول المرأة الى سن اليأس في اواخر الاربعينات وبداية الخمسينات والذي يعني فقد القدرة على الانجاب يعد حدثا كبير الاهمية في حياة كل النساء فمن الصعب على كثير من النساء تقبل هذه المرحلة الطبيعية التي قد تشعرها كذلك بفقد انوثتها وجاذبيتها وببدء مرحلة الشيخوخة والمتاعب وذلك على الرغم من ان هذه المرحلة يمكن ان تحقق للمرأة جانبا كبيرا من الاستمتاع بالحياة لانتهاء فترة الانجاب وما يصحبها من متاعب ومع بلوغ سن اليأس تحدث تغيرات عضوية ونفسية للمرأة نتيجة لتوقف انتاج الهرمونات الجنسية من المبيضين مثل التوتر والاكتئاب وزيادة وزن الجسم وضعف العظام ووجع المفاصل بالاضافة لظاهرتين مميزتين وهما غزارة العرق اثناء الليل وحدوث ما يسمى بفورات التورد حيث تظهر الشكوى من سخونة او حرارة تتركز بمنطقة الوجه. وليس من الضروري بالطبع ان تعاني كل النساء هذه المتاعب ففي حوالي نصف النساء لاتحدث هذه المتاعب والشكاوى بدرجة واضحة.
وفي حالة حدوث هذه المتاعب بدرحة واضحة تعوق استمتاع المرأة بحياتها فانه يمكن اللجوء للعلاج الهرموني كنوع من الاستعاضة عن غياب الهرمونات الجنسية. د. ايمن الحسيني
