DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الجنادرية.. مسافات الحلم والتحقق

الجنادرية.. مسافات الحلم والتحقق

الجنادرية.. مسافات الحلم والتحقق
الجنادرية.. مسافات الحلم والتحقق
المسافة بين الرياض وبين الجنادرية مسافة بين الحلم وبين الذات، تتسع وتضيق وفق ما تسلكه من طرق، ووفق ما يتملكك من رؤى ومشاهدات ووفق ما يدور حولك من احداث. تلك هي المرة التاسعة عشرة التي سنسلكها الى الجنادرية، في كل مرة تتبدل الاشياء وتختلف الاحداث وربما الوجوه ايضا.. تحذف من ذاكرتك وتضيف وفق مقتضيات الحلم الذي تجسده الجنادرية والذي تجسده ايضا القضايا العربية فكلتاهما دفاع عن الذات والهوية العربية، دفاع عن غزو الآخر واحتلاله، وكلتاهما تجسيد للحلم العربي الذي يتململ في الذاكرة بين الحين والآخر. تلك هي المرة الرابعة، حولك رموز الثقافة العربية (لا يسعك الا ان تقبل ذلك) هم الآن خارج كهنوت الثقافة وصومعات الابداع تنصت جيدا، تحاول الا تفر منك الكلمات، وتحاول ان تصدق ما يقال ولكن.. لا يسعك في النهاية الا ان تصدق حلمك، وان تمحو من ذاكرتك بعض الوجوه وبعض الاشياء عندما تجد في ردهات الجنادرية من هم اصدق ومن هم ابقى، ومن هم اجدر - هؤلاء الذين صنعوا هذا التراث، وابدعوا هذا الموروث في ظل ظروف اصعب من ان يعيشها انسان - تقف مشدوها امامهم، ولا يمنعك من التوحد بهم الا احساسك بأنك تعيش عصرا آخر، وامامك قوى اخرى تتخذ من معطيات العصر العلمية والتكنولوجية والفكرية سلاحها الذي ترفعه في وجهك يتبادر الى ذهنك وانت تنظر الى تلك السيوف القديمة الرائعة سؤال: ماذا فعلته القنابل الذكية واسلحة الدمار الشامل وتلك الضجة التي احدثتها؟ عندها تعود الى حظيرة العصر وعليك ان تقبل التحدي في الجنادرية، تشعر بالرهبة امام الرمال التي تحيطها وتحس بأنك امام بحر من الاسرار لم يبح الا بالقليل عليك ان تستنطقه وعليك ان تعرف منه الكثير عن الوجوه التي ضاعت بين امواجه والاقدام التي غاصت في اعماقه، والتحديات التي واجهت مسيرته الزمنية ليضحي في النهاية تاريخا طويلا واحداثا عديدة تمر امامك، كشريط في الذاكرة، وانت في الجنادرية تنسى من حولك ولا تتذكر منهم احدا ولا تسمع لاحد الا صوت الماضي الذي يحاول عبر تلك الادوات وعبر هذه الوجوه التي تحاول ان تجسد الماضي بكل صدق واجتهاد. تنسى من حولك من الاسماء التي علقت بذهنك من كثرة تداولها، ولا تتذكر احدا الا وانت على باب قاعة الندوات، عندها تلج الى العصر، تنظر حولك لتطالع الوجوه التي بدأت تشعر بالامان بعد تلك الرهبة والضآلة امام ما شاهدته منذ لحظات، كل يتقمص دوره جيدا، وتبدأ اللعبة التي يجيدها البعض لعبة الثقافة والندوات والمناقشات وعصرنة العقل العربي، وتتبادر الى ذهنك قضية اخرى وهي قضية الكتابة في المهجر او المنفى، وتحس بأنها جديرة بالمناقشة عندما تشعر بأن البعض يتحدث كمستشرق.. وعندها تشعر بأهمية الجنادرية، وضرورة ان تكون وان تبقى مهما كانت التحديات والظروف، تدور برأسك في القاعة، يتملكك الفرح وانت تشاهد مثقفي هذا الوطن ينصتون ويشاركون بوعي وادراك لما يدور حولهم، وتستطيع ان ترصد لأجيال مختلفة تتجاور، اسماء كثيرة ترصد لها، تتعدد بتعدد الافكار والاتجاهات.. الكل يشارك ويسهم ويتحاور ويختلف وتلك ظاهرة صحية ندرك معها اهمية الجنادرية، واهمية ان يكون الحوار بعيدا عن المهاترات، فالجميع ينشد رفعة هذا البلد وأمنه وامانه والجميع يدرك ضرورة ان يعيش هذا الوطن ايقاع العصر، ولنا فيما يدور حولنا من تحديات عبره فقد اضحى العالم قرية صغيرة وعلينا ان يكون لنا موطىء قدم في هذه القرية ومكان نطل منه لنرى ما يدور حولنا ليس هذا فقط، بل ونشارك فيما يدور، لاننا من عناصر اللعبة الهامة وعلينا ان ننظر الى ما تحويه الجنادرية والى ما تعج به الرياض من عمران لندرك لماذا؟ ونعود الى قاعة الندوات لنرى ان الثقافة العربية همها واحد، وقضيتها واحدة وان تعددت الأقطار والأشخاص والافكار ونخلص من كل ذلك الى اهمية ان تبقى الجنادرية رمزا، وان تكون هناك في ربوع العالم العربي اكثر من جنادرية.

أخبار متعلقة