سيان لدى شارون ان احيل ملف الجدار العازل الى محكمة لاهاي او لم يحل، فهذا لن يقدم او يؤخر في اكمال مشروعه المرفوض من كافة عقلاء العالم الذين مازالوا يرون فيه اسلوبا مكشوفا للاجهاز على خطة خارطة الطريق لسببين جوهريين اولهما ان اي قرار للادانة قد يصدر من قبل محكمة العدل الدولية لن يكون قرارا ملزما بل هو اشبه ما يكون بالمشورة القانونية الصرفة، والسبب الاخر يعود الى ان العالم باسره يقف متفرجا عليه وهو يبني الجدار دون حراك، فحتى الولايات المتحدة وهي - الشريك الفاعل - في عملية الشرق الاوسط السلمية لا تفعل شيئا سوى ان (تربت) على ظهر شارون وكأنها تقول له على استحياء ان بناء الجدار العازل ليس عملا قانونيا ويجب عليه ان يتوقف عن البناء، واستنادا الى السببين معا فان شارون لا يعير اي اهتمام ملحوظ لتهديدات الجمعية العامة للامم المتحدة التي جاءت في قرارها المعلن باحالة ملف جدار الفصل العنصري الذي يواصل اقامته في اعماق الضفة الغربية الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، فهو مطمئن تمام الاطمئنان الى ان اي توصية قد ترفعها تلك المحكمة الى الجمعية العامة بوقف بناء الجدار لن تؤدي بطبيعة الحال الى اجراءات عقابية ضد اسرائيل، فالقرار لن يكون الزاميا من جهة، كما ان واشنطن على اهبة الاستعداد لاجهاضه بحق نقض جديد كما اجهضت العديد من القرارات الأممية ذات الصلة بادانة اسرائيل، وازاء ذلك فان شارون ليس قلقا من قرار الجمعية العامة للامم المتحدة، لسبب في غاية البساطة يتمحور في ان واشنطن لن تسمح بتمرير اي قرار في مجلس الامن ضد الدولة العبرية الغاشمة، وهنا يتضح بجلاء ان اسرائيل بفعل الدعم الامريكي المطلق لكل افاعيلها العدوانية في المنطقة لا تقيم وزنا لاي عرف دولي، بل انها سخرت ومازالت تسخر من المنظومة الدولية وكل قراراتها التي من المفترض ان تكون ملزمة، وهذا يعني ان المجتمع الدولي بأسرته الواسعة مطالب اليوم قبل اي وقت مضى بوضع حدود فاصلة وحاسمة لسخرية اسرائيل واستهزائها واستهانتها بالامم المتحدة وكافة منظماتها ومؤسساتها الدولية.
