DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فرحان الفرحان

فرحان الفرحان

فرحان الفرحان
أخبار متعلقة
 
في صبيحة يوم الخميس الفائت هاتفني أحد الزملاء . يقترح عليّ أن نخرج إلى البر لننعم بالأجواء المطيرة التي تعم المنطقة . اتفقنا أن نتقابل في إحدى محطات خدمة السيارات على الطريق بين الكويت والدمام وبما أنني الأقرب لهذه المحطة فقد وصلت إليها قبله . انتظرته طويلا وبعد أن شعرت بالملل ذهبت إلى مركز التسوق الملحق بهذه المحطة ووقفت أمام ركن بيع الصحف والمجلات وقد لفت انتباهي تعدد صورة الممثلة زينب العسكري على الكثير من المجلات الشعبية حتى أنها احتلت صورة الغلاف في أربع شعبية وهي ( المختلف - ليلة خميس - حياة الناس - قطوف ) أصبت بالاسى فقفلت عائدا ً إلى سيارتي وانتظرت صديقي الذي وصل بعد الميعاد المتفق عليه بساعتين ويبدو أنه كان حريصا ً جدا ً على اتباع العادات العربية. بكل صدق أنني لا اعرف آخر منجزات الممثلة زينب العسكري ولا أعرف على وجه الدقة تصنيفها بين الممثلات ونظرا ً لأنني لا أتابع الأخبار منذ ما يقارب (سبعة اشهر ) وتقتصر مشاهدتي للتليفزيون على أفلام الكرتون وقناة الحيوانات البرية . فقد سيطرت علي أثناء الرحلة مجموعة من الأسئلة التي جعلت ممثلة عادية تحظى بكل هذا الحضور الإعلامي حتى أنها تحتل صورة غلاف في أربع مجلات وقد تتابعت الأجوبة الافتراضية على كل أسئلتي القلقة فقلت لعلها ابتكرت بحرا ً جديدا ً من بحور الشعر يخرجنا من رتابة النص الشعبي ونظرا ً لأنها ليست شاعرة بالرغم من أن إحدى المجلات قد منحتها هذا الشرف البائس قبل فترة فقد استبعدت هذا الجواب الافتراضي فانتقلت لافتراض اكبر وقلت لعلها استخدمت نضارة وجهها في إقناع شارون بالجنوح للسلم ولكن لان قضايا الامة غائبة عن أجواء الشعر والتمثيل والغناء فقد تهاوت هذه الفرضية السخيفة سريعا ً وتوالت فرضيات متعددة ولكن كلها لم تصمد أمام التمحيص والمناقشة وبقيت أسئلتي معلقة بلا إجابات .. في المساء وبعد أن عدت لمنزلي أجريت محادثة هاتفية مع صديق أجد لقلقي لديه صدى يتسم بالفكر والثقافة واستمتع بحواره الأدبي الجميل , شكوت إليه حيرتي حول تكرار صور زينب العسكري في أربع مجلات خلال هذا الشهر , ونقلت له كل الأسئلة التي تبادرت الى ذهني والأجوبة المحملة بالاحتمالات البريئة فقال لي : هل تعرف حكاية الطبيب ابن سينا مع المريض الذي أتى به أهله إليه .؟ قلت له لا. قال في زمن ابن سينا أصيب أحد الأشخاص بمرض نفسي أقعده عن الحركة وكان يتوهم انه ( بقرة ) ويرفض أن يأكل إلا البرسيم , فما كان من الطبيب إلا أن قدم له البرسيم ووضع بداخله الدواء فأكله المريض وشفي.. قلت له ما علاقة مجلات الشعر الشعبي وزينب العسكري بالمريض وابن سينا ؟ قال لي صديقي إنها تشبهها من حيث الوصول إلى الأهداف بغض النظر عن السبل المتبعة بالرغم من أن الدواء الذي وضع في البرسيم للمريض كان مخفيا ً أما هنا فما يحقق الهدف كان موضوعا ً على الغلاف , وعليك استنتاج العلاقات والفروقات والإيحاءات . قلت له : أنا أدرك غفلة المتلقي وهو نتاج سنوات من التكريس والصناعة ولكن يمكن لهذه المجلات أن ترفع مؤشر أرقام التوزيع بعيدا ً عن لغة الجسد ومناجاة الغرائز : قال صديقي أنت تحمل هذه المجلات فوق طاقتها فما تطالب به يحتاج إلى عمل جاد أعلى من مستوى كوادرها التحريرية بل انه أعلى من مستوى تفكير مالكيها . ثم قال لي : إلى متى يا صديقي ستظل تهدر وقتك و أنت تحرث البحر .!! أتعرف يا صديقي العزيز أنك صباح كل خميس تثير شفقتي إنني أتصورك يا صديقي كمصلح اجتماعي يذهب إلى ناد ٍ ليلي ويجلس تحت صخب الموسيقى وفوضى الحركة وخطفات الأضواء ويبدأ في تلاوة مواعظه الاجتماعية , وفي النهاية يصاب بالصداع والإرهاق ثم يغادر بدون أن يسمع أحد له كلمة واحدة . قلت له ولكن هذه المجلات بسطحيتها و انتهازيتها تدمر الشعر والقيم والأخلاق . والأمانة تحتم على كل المهتمين بالشعر رفض هذا الانحراف وسأكتب في الأسبوع القادم مقالة تناقش هذه الإشكالية , رد صديقي بسخرية : هل ستعود إلى حراثة البحر .؟ قلت له نعم . ثم صمت برهة وقال لي ماذا سيكون عنوان المقالة المنتظرة .؟ قلت ربما أسميها ( مجلات زينب ) , رد بهدوء قائلا ً : الأمر ليس كذلك ولكن ألا ترى أن عنوان ( زينب المجلات ) يحقق عدالة الرأي و يجسد المأساة بدقة متناهية .. قلت له أنت لا تترك عادة رمي سهامك النافذة ..!! فرد بخبث : إن نسبة المجلات إلى زينب فيها مظلمة كبيرة لجواد العلي وخالد عبد الرحمن . يا تري أي العنوانين اقرب لتجسيد المأساة ( مجلات زينب ) أم ( زينب المجلات ) .؟