الحياة حبلى بالمصائب والمفاجآت، والعجائب والغرائب، ومشكلة الإنسان، أنه لا يعرف.. ماذا يحدث غدا!! ولا يعلم الغيب الا الحق عزوجل.. اذن، ماذا انت فاعل يا ابن آدم حيال رؤيا لاتستطيع بثها على شاشة الحياة اليومية؟؟
وهل تقدر على اجابة هذا السؤال البسيط ماذا يحدث غدا - بالرغم - ان غدا لناظره قريب؟؟ وكل الوسائل السمعية والبصرية والاعلامية - والتي تفنن الانسان في صنعها - اغلبها تتحدث عن الماضي، عن الذي حدث لا عن الذي لم يحدث!! انها تلتصق بالماضي اكثر من المستقبل، وباليوم اكثر من الغد.. وإنها - مهما إدعت - لا تستطيع الجزم المؤكد، بإن هذا الشىء او ذاك سوف يحدث غدا بصورة واضحة المعالم.. لكن وسط ضبابية الوضوح، اعطانا الحق عزوجل، نورا نهتدى به، ونستشعر به مكامن الاخطار والمحن والمصائب.. العقل نعمة النعم.. ومن أهم نعم العقل انه يبعدنا عن الغفلة.. فالغفلة تعنى عدم تشغيل العقل والركون الى ملاذ العاطفة، والارتجال وعدم التركيز.. والعقل يدعو للملاحظة والتحليل.. لاحظ (نيوتن) وقوع التفاحة من الشجرة الى الأرض، وعمل شيئا بسيطا.. استعمل احد ادوات الاستفهام (لماذا).. وقعت التفاحة؟؟ (لماذا) لم تطيح الى أعلى، او تقع على احد الاتجاهات الاخرى؟؟ و(لماذا) و (لماذا)؟؟؟.. وبهذه الطريقة التحليلية اكتشف (نيوتن) قانون الجاذبية.. والعقل السياسي العسكري استشعر أهمية امتلاك السلاح النووى الرادع - مثال رائع باكستان - الذي هو القوة الوحيدة التي توقف التهورات العسكرية التوسعية والطمع في حقوق الآخرين.. والعقل الاقتصادي اهتدى الى التخطيط الاقتصادي الفذ - والسليم - والتصنيع والاعتماد على النفس، والصبر والمثابرة والجدية والجلد بطريقة رفع شعار، العمل.. ثم العمل. فالعمل- مثال رائع ماليزيا- والعقل الوحدوي العبقرية - مثال رائع السودان - هو الذي إستطاع إيقاف اكبر حرية اخطبوتية في العالم، كانت (تفرمل) تطور أكبر الدول المكتظة بالموارد الاقتصادية في العالم قاطبة وكانت (اتفاقية نيفاشا) الرائعة والتاريخية، واحد اعظم اتفاقيات السلام في العالم. ولأول مرة تهرول الاستثمارات العالمية - والاستراتيجية حتى - نحو السودان وبطريقة لا مثيل لها، لايجاد موطأ قدم تحت مظلة السلام السودانية.
نقول، الغفله داء عضال ينهش جسد الشعوب عندما يغيب دور العقل، علينا كلنا استعمال العقل لفائدة أوطاننا.. والتمسك بالصراط المستقيم والعقل السليم ولنتذكر مقولة هيلين هيز.. (دائما.. دائما صوب نحو الإنجاز وانس النجاح). بشير قسومة
