DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد العلي

محمد العلي

محمد العلي
محمد العلي
أخبار متعلقة
 
لعلك تظن بصورة تلقائية ان الوحش الضاري الذي سماه الوردي (التنويم الاجتماعي) والذي شرعت الحلقتان السابقتان بعضا من شراسته.. لعلك تظن انه تقهقر في أيامنا هذه؟ ان ظنا مثل هذا ليس مستغربا على الاطلاق: ذلك لان عصرنا هذا يتميز عن العصور السابقة باتساع افق المعرفة، وبالدوافع الكثيرة الى الوعي والتفكير والاختيار، وبانتشار العلم وتعدد حقوله، وكثرة المصابيح التي يضعها بيد الانسان لفرز الصواب والخطأ والتقرب من الحقيقة. غير ان الواقع الذي نحياه، ونكتوي بناره يدحض هذا التصور، بل يؤكد ان عصرنا هذا يدافع عن (التنويم الاجتماعي) ويستسلم له اكثر من أي عصر آخر. نعرف هذا، لا لأن الانسان اصبح أقل وعيا أو علما من الانسان في العصور الغابرة، بل لأن ارادة الانسان الآن اصبحت في مهب الرياح. الانسان في عصرنا هذا نهب لسيول من المؤثرات التي تجعل على ارادته اكثر من قيد، وعلى وعيه اكثر من غشاوة: انه معرض لسيل من التوجيه المتعمد، في دراسته وفي سلوكه، ومعرض لسيل الدعابة الذي يقمع فيه بصورة صامتة ارادة الاختيار، ومعرض لسيل الحاجات اليومية التي انغرس فيه الوهم بانه في حاجة اليها جميعها, ومعرض لسيل لايرى من تآمر الشركات الكبرى على حياته، واحالته الى ظامئ دائم لما تنتجه. ونعرف هذا لما نشاهده حولنا من انحراف في الفكر والسلوك يستبيح حتى دماء الاطفال والامهات استجابة لفكرة خاطئة أو ايمانا بتصورات هي التنويم الاجتماعي في ابشع صوره واشدها وحشية. هل يمكن التخلص من هذا الوحش؟ نعم ولكن بصورة نسبية، وبشرط ان تفتح امام الحرية جميع الأبواب.