DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الرئيس البشير

أطمح في صياغة استراتيجية عربية عاجلة تدافع عن المصالح المشتركة

الرئيس البشير
الرئيس البشير
أخبار متعلقة
 
عندما يختزل الزمن في لحظات لكي تطرح كثير من القضايا والهموم العربية أمام زعيم عربي تمر بلاده بالكثير من القضايا فإن ذلك يكون من الصعوبات، وعندما كنت في المؤتمر الإسلامي في ماليزيا قدر لي أن أكون في حضرة فخامة الرئيس السوداني عمر البشير وتجاذبت مع فخامته أطراف الحديث في احدى استراحات المؤتمر واكتشفت في تلك اللحظة الزمنية القصيرة أن الرجل حريص على أن يطرح الكثير من القضايا الساخنة ليمتد الحديث مع فخامته إلى الشأن السوداني، فهو يرى أهمية وضع صياغة استراتيجية عربية شاملة يكون من شأنها الدفاع عن المصالح العربية المشتركة، وهذه صيغة عملية يمكن معها احتواء أزماتنا العربية العديدة كما طرح فخامته نقطة حيوية أخرى تتعلق بتشويه السمعة العربية والإسلامية بما يقتضي الدخول في حوار صريح بين العرب والدول الغربية لانتزاع احترام الجميع لحقوق العرب والمسلمين وقد شدد فخامته في الحوار ذاته على أهمية الأدوار السعودية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين لحلحلة الأزمات العربية والإسلامية وتوظيف ثقل المملكة في المجالين السياسي والاقتصادي لنصرة القضايا العربية والإسلامية وقد أكد فخامته أن الحكومة السودانية تسعى جاهدة لتشجيع أكثر من قرابة نصف مليون سوداني موجودين بالمملكة على العودة إلى بلادهم طواعية للمشاركة في تنميتها كما أكد فخامته من جانب آخر أهمية استثمار الأموال السعودية في السودان في المجالات التنموية المختلفة وأشاد فخامته بالدور الذي يقوم به سمو الأمير الوليد بن طلال في هذا الصدد حيث إن له استثمارات طائلة في السودان. وبعد فإن الحوار مع فخامة الرئيس السوداني ذو شجون لا سيما وقد تناول عدة موضوعات حساسة وحيوية مطروحة بإلحاح على الساحة العربية والإسلامية والدولية. الارادة العربية والأزمة كيف تنظرون لمبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لحل قضية الشرق الأوسط؟ ^ نحن نثمن ونقدر الجهود الخيرة الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في كافة قضايا الأمة الإسلامية تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ونقدر على وجه خاص الطرح المستنير لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في المبادرة التي تبنتها قمة بيروت العربية لحل قضية الشرق الأوسط ونأمل أن تتوافر الإرادة العربية اللازمة لدفع هذه الأطروحة حتى تتحرك مسارات حل الأزمة، فمنطقتنا العربية الآن في حاجة ماسة لتحقيق الاستقرار ونزع بؤر التوتر حتى تستشرف آفاق التنمية الشاملة والمستدامة من أجل المواطن العربي الذي يجدر به ويليق أن يأخذ دوره الريادي والحضاري الذي يستلهمه من تاريخه وتراثه وعقيدته. هذه المبادرة نالت تأييد معظم الدول العربية وكان يمكن ان تمثل حلا للصراع في الشرق الأوسط، لكن إسرائيل التي لاترغب اصلا في السلام ردت على المبادرة باجتياح مخيم جنين وقتل النساء والأطفال. كيف يتم تفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية العالمية؟ ^ تتشكل رؤيتنا لتطوير العمل العربي المشترك من خلال تفعيل كل المعاهدات والإتفاقيات والقرارات الصادرة عن المنظومة العربية إلى جانب استكمال هيكلة الجامعة العربية، ونحن نطمح في اتخاذ خطوات عاجلة لصياغة استراتيجية عربية شاملة للدفاع عن المصالح العربية ولعل هذه سانحة لنبدي تقديرنا لكافة المبادرات التي قدمها الإخوة القادة العرب في هذا الشأن وثقتنا أن هذه المبادرات ستفضي للنتائج المرجوة إن شاء الله. لابد أن تتفق الدول العربية على آليات تقوي بها العمل العربي المشترك الذي هو في أضعف أحواله، ولابد من الخروج من الحالة السالبة هذه بتشخيص الحالة واسبابها وعلاجها، ولعمل كل ذلك لابد من وجود إرادة سياسية قوية ورغبة صادقة لأجل تعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تفرضها العولمة والهجمة على العالم العربي الإسلامي. تحديات الأمة الاسلامية ما رؤيتكم للاصلاحات التطويرية داخل أروقة المؤتمر الإسلامي؟ وماذا عن المقترحات المقدمة في هذا الشأن؟ ^ منظمة المؤتمر الإسلامي أكملت عامها الرابع والثلاثين منذ نشأتها في ظروف وتحديات أواخر الستينيات من القرن الماضي وكغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأمم المتحدة التي أجرت إصلاحات على هياكلها وبرامجها وسياساتها مستجيبة في ذلك للمتغيرات السياسية والتحديات المتجددة من حين لآخر، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي مطالبة أكثر من غيرها بالأخذ بأسباب التطور وإعادة إحياء دورها ليواكب المتغيرات والتحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في بدايات القرن الحادي والعشرين ومن جانبنا فقد أسهمنا مع غيرنا من الدول الأعضاء بتقديم مقترحات بناءة وعملية من أجل إعادة الهيكلة وترشيد القرارات وتفعيل اجندة المنظمة خاصة مؤسسة القمة والمجلس الوزاري والمندوبين الدائمين وإعادة تشكيل الأمانة العامة، فالسودان عضو في فريق الخبراء لإصلاح هياكل المنظمة وفي هذا الإطار فان السودان يؤيد جميع المبادرات الواردة في هذا الصدد ومنها مبادرة الرئيس مشرف والمبادرة الماليزية. التطوير أمر ضروري لمواجهة المستجدات ولابد من إصلاحات فاعلة تنتقل بالمنظمة لتلعب دورا أكثر فاعلية وتنظيما للعمل الإسلامي المشترك إذ الوضع الحالي للمنظمة غير مناسب لتحقيق التضامن والتعاضد في مواجهة الأخطار التي تهدد الأمة ثم التأثير في الأحداث العالمية والخروج من حالة التهميش والضعف، ولابد للمسلمين من استشعار الخطر والعمل على احتوائه. مكاتب (حماس) في الخرطوم رفضتم مؤخرا الطلب الأمريكي بإغلاق مكاتب المنظمات الاسلامية الفلسطينية التي تزعم واشنطن انها إرهابية.. ما المخاوف الأمريكية والمحاذير من وجود تلك المكاتب بالخرطوم؟ وكيف ستوازن حكومتكم بين الدفاع عن الحقوق الفلسطينية والتقارب الذي بدأ يكبر مع واشنطن؟ ^ المحاذير الأمريكية من هذه المنظمات معروفة إذ أنها تصنفها في قائمة المنظمات الإرهابية بينما يرتكز موقفنا على أساس التفرقة بين الإرهاب والحق المشروع في مقاومة الإحتلال، فإسرائيل الدولة القائمة بالإحتلال تمارس الإرهاب الشامل على الشعب الفلسطيني الأعزل، وعندما سعت الأمم المتحدة ممثلة في مجلس الأمن لحماية المدنيين العزل في فلسطين من الاستخدام المفرط للقوة العسكرية وبشكل عشوائي، دعا السودان المجلس لممارسة مهامه في حفظ السلم والأمن الدوليين ومنع إسرائيل الدولة القائمة بالإحتلال من الاستمرار بسياسة العدوان الكامل. وموقف السودان في هذا الشأن ينسجم مع مواقف المجموعات الجغرافية والسياسية التي ينتمي لها والتي تم التعبير عنها في العديد من الوثائق الصادرة عن هذه التجمعات خاصة قمة منظمة المؤتمر الإسلامي الأخيرة بماليزيا، علما بأنه لا وجود لنشاط لهذه المنظمات يضر المصالح الأمريكية فالوجود أفراد إما للدراسة أو العمل. أما التقارب الذي أشرت اليه فإننا قد اكدنا مرارا تقديرنا للدور الأمريكي الإيجابي في عملية السلام في السودان والذي ساهم في الوصول للمرحلة المتقدمة من عملية التفاوض وهذا لايعني بالطبع وصولنا لتطبيع كامل في العلاقات مع أمريكا إذ أنها مازالت تصنفنا على قائمتها المسماة بالدول الراعية للإرهاب وتفرض علينا حظرا اقتصاديا أحاديا تم تجديده مؤخرا، وحتى في حالة حدوث تقارب في المستقبل فهذا لايعني تحولا في مواقفنا تجاه قضايا أساسية تهم الأمة بأكملها. نحن لا نعتقد أن هذه المنظمات إرهابية بل هي تمارس حقها الشرعي في مقاومة الاحتلال في أرضها بوسائلها المتاحة، ولا نعتقد كذلك أن هذه المنظمات تشكل أي تهديد للوجود الأمريكي في السودان ولا نعتقد أن هنالك أي شىء يمنعنا من مساندة أصحاب الحق الواضح في مواجهة الاحتلال. التعاون الأمني السعودي السوداني ما مدى التعاون الأمني بين المملكة والسودان في مجالات (مكافحة الإرهاب، تبادل تسليم المجرمين، الاستفادة من إمكانيات المملكة العلمية الأمنية المتمثلة في أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية)؟. ^ هناك تنسيق تام بين وزارتي الداخلية في البلدين وأجهزتهما المختلفة في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل تسليم المجرمين، حيث إن كلا البلدين موقع على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب بالقاهرة العام 1998م وكذلك اتفاقية الرياض للتعاون القضائي للعام 1983م. وفي إطار تسليم المجرمين شهدت الفترة المنصرمة تسليمنا عددا من المتهمين المطلوبين في قضايا جنائية مختلفة وكذلك تم تسليم السلطات السعودية متهمين في قضايا جنائية وهناك ايضا تنسيق تام عبر مكاتب الانتربول وشعب اتصال مجلس وزراء الداخلية العرب في البلدين. أما في مجال الإرهاب فهناك تنسيق تام بين الأجهزة المختصة في البلدين وشهدت الفترة المنصرمة تبادلا وتنسيقا للمعلومات وكذلك تم تسليم عدد من المطلوبين للمملكة في قضايا إرهابية. إن أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية هي أحد روافد مجلس وزراء الداخلية العرب لتنفيذ السياسة التدريبية للدول العربية فيما يختص بالأمن وكانت تسمى المركز العربي للدراسات الأمنية وهذه الأكاديمية تجد الدعم والرعاية من حكومة خادم الحرمين الشريفين. إن كثيرا من منسوبينا في الأجهزة الأمنية يشاركون في شتى الأنشطة التدريبية من دورات تدريبية وتطبيقية وندوات ومحاضرات حيث أصبحت واحدة من أهم دعامات التدريب بالنسبة لمنسوبينا في الأجهزة الأمنية. في ما نلمسه يحظى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز باحترام وتقدير خاص من الشعب السوداني.. هل تنتظرون زيارة قريبة لسمو ولي العهد للسودان؟ ^ إن كل ما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله هو محل احترام وتقدير وفخر ليس للشعب السوداني فقط ولكن لكل شعوب الأمة العربية والإسلامية ونحن نتمنى أن نستقبلهما على ارض السودان وبين شعبهما في السودان ليعبر الشعب السوداني عن الاحترام والتقدير الخاص لهما. استثمارات الأمير الوليد رفع دخول صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز ومن بعده جمعة الجمعة حجم الاستثمارات السعودية في السودان.. كم تبلغ استثمارات القطاع الخاص السعودي في السودان؟ ^ اولا: حصل سمو الأمير الوليد بن طلال على تصديق لاقامة فندق سبعة نجوم برأسمال قدره خمسون مليون دولار، ومنح قطعة ارض على شاطىء النيل الابيض (بين الجسرين) وقد بدأ المشروع في وضع اللبنات الأولية. ثانيا: مشاريع جمعة الجمعة: قام السيد جمعة الجمعة بالدخول في استثمارات بالسودان، حيث منح تصاديق لإقامة: مدينة الجمعة الصناعية (تحت التنفيذ) الجمعة ليموزين الجمعة للإعلان شراء فندق قصر الصداقة. ثالثا: هناك استثمارات سعودية تمت خارج وزارة الاستثمار (اسهم سوداتل، اسهم بنك التنمية الاسلامي، سوق الأوراق المالية، اسهم السوق الحر...الخ) بلغت في جملتها (130) مليون دولار، من ضمنها استثمارات سمو الأمير الوليد بن طلال وجمعة الجمعة. اتفاقية تصدير الماشية (الاتفاقية الحصرية) بين وزارة التجارة الخارجية وسمو الأمير الوليد بن طلال. رابعا: بلغت جملة الاستثمارات السعودية المصدقة بالسودان خلال الفترة من عام 2000 ـ 2003م (105) مشروعات برأسمال قدره 1.168 مليار دولار من واقع دراسات الجدوى. تفاصيلها كالآتي: القطاع الصناعي 39 مشروعا، الخدمي 63 مشروعا ، الزراعي 3 مشاريع. كيف يتم السلام يتحدث السودانيون اليوم عن أن نجاح مفاوضات علي عثمان ـ قرنق تحققت لأنها كانت سودانية سودانية.. فلماذا انتظر السودانيون كل هذا الوقت من الوساطات والتدخلات الخارجية؟ ^ التدخلات الخارجية كانت السبب في نشوب الحرب اصلا وهي التي عمقت الإحساس بالفوارق بين الشمال والجنوب، وتعلمون أن الاستعمار فرض العزلة على الجنوب فيما سمي (بالمناطق المغلقة) وبعد الاستقلال واصلت القوة الأجنبية التحريض والمكائد، وقد قاوم الشعب السوداني في الشمال والجنوب كل تلك المكائد وترون الآن أنه تحقق النجاح في أول فرصة يتوقف فيها التدخل الأجنبي واستطاع السودانيون الخلو بأنفسهم. كيف سيعم السلام الشامل السودان في ظل الأحداث الدموية الدائرة في الغرب وانسحاب نواب الغرب من البرلمان السوداني وانشقاق لام أكول (الزعيم السياسي لثالث أكبر قبيلة جنوبية ـ النوير) فضلا عن عدم اعتراف زعماء المؤتمر الشعبي (الترابي) (الأنصار) (الصادق المهدي) والختمية (الميرغني) بمفاوضاتكم الثنائية مع الحركة الشعبية؟ ^ إن نواب الغرب لم ينسحبوا من البرلمان وإنما انسحبوا من جلسة، أما السلام فهو مطلب الشعب السوداني في شماله وجنوبه بل مطلب المجتمع الدولي بأكمله وبالنسبة لنا السلام هدف استراتيجي فمنذ بيانها الأول وضعت ثورة الانقاذ قضية السلام على رأس أولوياتها وعقدت مؤتمرات خاصة بالسلام وبذلنا جهودا كبيرة حتى تم التوقيع على الاتفاقية الاطارية واتفاقية وقف العدائيات وأصبح السلام الآن إرادة شعبية وتيارا دافقا لا يمكن تعويقه وسوف يصل الى غاياته بإذن الله أما المواقف والأحداث التي أشرت اليها فلا علاقة لها بقضية السلام. مر السودان منذ استقلاله عام 1956م بثلاث تجارب ديمقراطية.. ما توقعاتكم للديمقراطية الرابعة التي اصبحت على الأبواب؟ وهل سيتم التصويت على القضايا المحسومة دينيا؟ ^ القضايا المتعلقة بالدين محسومة سلفا ولا تحتاج لعرضها للتصويت، أما بالنسبة للديمقراطية فإننا نعمل على تمكين قيام ممارسات ديمقراطية صحيحة ومسئولة تضع مصلحة الوطن والمواطن في المقدمة وتسقط من قوائمها كل شأن شخصي أو جهوي أو قبلي، وإننا على يقين من ان الشعب السوداني قد وصل إلى مستوى مرموق من الوعي والإدراك يستطيع أن يمارس الديمقراطية والحرية في إطار يحقق مصلحته. حصلت الحركة الشعبية على حزمة وظائف في الخدمة المدنية والحكومية الفدرالية.. فهل سيعطى الشمال نسبة مماثلة في الجنوب؟ ^ هذه القضايا من الأمور التفصيلية التي تتم معالجتها في اطار الاتفاقية النهائية للسلام وفي كل الاحوال فاننا نرى فيها ترتيبات مؤقتة تهدف الى بناء الثقة ونحن على ثقة بان هذه القضايا لن تكون عائقا في سبيل تحقيق السلام وسوف تتلاشى تماما في نهاية الفترة الانتقالية عندما يختار الاخوة في الجنوب الوحدة الطوعية. يردد السودانيون ان البشير (وجيع الامة السودانية) وانه حقق ما لم يحققه احد قبله؟ ^ كل خير تحقق في السودان كان بفضل الله سبحانه وتعالى وبجهد مجموع الشعب السوداني وعلمائه وشبابه ونسائه ورجاله الذين صبروا وصابروا على مدى التاريخ لرفعة السودان وتحقيق آمال شعبه عبر الحقب والانظمة المختلفة. ونحن كنا جنودا في خدمة هذا الشعب العظيم الذي نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيننا على تقديم كل ما نستطيع دون من. هل حدثتك نفسك يوما بأن تكون الرئيس السوداني الذي يتحقق في عهده السلام وينهي حربا اهلية بدأت مع استقلال البلاد؟ ^ تحقيق السلام كان ولايزال امنية كل الشعب السوداني وقياداته في الجنوب والشمال. وقد بدأ البحث عن السلام منذ اندلاع الحرب وبذلت جهود مقدرة في سبيل ذلك ونحن الآن نواصل المشوار ونبذل اقصى ما نستطيع من جهد بسند قوي من هذه الامة ونسأل الله ان يتحقق السلام ويعم الامن وينعم المواطن بالتنمية ويلحق بركب الأمم. العودة الطوعية كم تقدرون فخامتكم عدد السودانيين في المملكة العربية السعودية؟ ^ يقدر عدد السودانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية رسميا حتى تاريخ 10/11/2003م بـ (431570) نسمة. هل هناك تنيسق بين الحكومتين السعودية والسودانية على تحفيز السودانيين على العودة الطوعية؟ ما تلك الحوافز التي وضعتموها لتشجيع الهجرة العكسية للمغتربين للمشاركة في التنمية التي تنتظم السودان حاليا؟ ^ يظل باب التشاور والتنسيق بيننا والحكومة السعودية مفتوحا في مختلف القضايا التي تهم البلدين خاصة ان نقاط الالتقاء والشراكة بيننا لا تحدها حدود.. ولعل اوضاع السودانيين بالمملكة تأتي في سياق هذا العمل التنسيقي.. اما فيما يختص بتحفيز السودانيين على العودة الطوعية الى وطنهم فهذا امر يأتي في مقدمة اجندتنا وقد شرعنا في وضع المقدمات الاساسية لاستيعابه في اطار خطط الدولة الاستراتيجية.. وقد تمت مسوحات متعددة لاسواق العمل الخارجي والتحولات الكبيرة التي طرأت عليها حيث اتجهت معظم الدول المستقبلة للعمالة السودانية إلى توطين الوظائف مما جعلنا ننشئ ادارة للهجرة العائدة بالجهاز المعني لخدمة السودانيين العاملين بالخارج وقد قدمت هذه الادارة بالتنسيق مع الجهات الاخرى مشروعا بالاستفادة من الخبرات والكفاءات السودانية بالخارج وذلك اثر توصيات الملتقى الذي عقد مؤخرا بالخرطوم وامه عدد كبير من ابناء السودان وهو الآن امام لجان مجلس الوزراء للقرار بشأنه كما ان الظروف والمستجدات والتحولات التي حدثت داخل السودان في المجالات الاقتصادية، التنموية واستخراج البترول وتطور صناعاته بالاضافة الى تقدم الخدمات التعليمية، الصحية والانفتاح والاستثمار واستقطاب رؤوس اموال محلية واجنبية ضخمة يجعل حوافز العودة الطوعية متاحة ومغرياتها معروضة امام ابنائنا العاملين بالخارج ليعودوا ويسهموا في بناء وطنهم بالاضافة الى مخططات مدروسة في جوانب الاستقرار المهني والسكني وتسهيل ادخال مطلوبات العمل المهني من اجهزة ومعدات وغيرها من المعطيات التي تطرح للتداول والاخذ والرد واتخاذ القرارات المناسبة والمشجعة التي تتيح لأبناء السودان العاملين بالخارج خاصة الخبراء والكفاءات فرص الاستقرار النهائي وتشجيعهم على العودة لوطنهم طواعية. أمير الشرقية والجالية السودانية وافق صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية مؤخرا على افتتاح دار الجالية السودانية.. كيف تثمنون هذه الخطوة الكريمة من لدن سمو الامير محمد بن فهد وقد خص سموه السودانيين بهذه المكرمة؟ ^ تظل مكرمات خادم الحرمين الشريفين والسادة اصحاب السمو والامراء تجاه السودان وابنائه المقيمين بالمملكة بلا حدود بدءا بالاستضافة الكريمة والوفادة الاسلامية الاخوية، العالية والتي تنسحب على كل المسلمين والقادمين الى ارض الحرمين الشريفين واتاحة فرص العمل وتحقيق الروابط الاجتماعية والثقافية فيما بينهم.. ولعل الوجود السوداني بكثافته وتميزه في المملكة واخلاقه ونبله قد أعان القيادة السعودية على تقديره وتقديم كافة الاعمال الجليلة والنبيلة له ومن هنا تكون خطوة الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية على افتتاح دار الجالية السودانية تواصلا للمكرمات الكثيرة التي ظل يقدمها المسئولون بالمملكة للاخوة السودانيين وهي بلا شك تجد عندنا التقدير والثناء والاشادة وفي ذات الوقت تجعلنا ندعو ابناء السودان بالمملكة لحفظ هذا الجميل وتوطيد العلاقات الاسلامية والاخوية والاجتماعية وغيرها مع اخوانهم السعوديين في اتجاه تحقيق وحدة الامة الاسلامية. نحن نقدر هذه الخطوة ونعتبرها تعزيزا ودعما للجهود التي تقدمت بها القيادة السعودية لخدمة السودانيين خاصة والأمتين العربية والاسلامية، وهي ايضا خطوة تسير في اتجاه تعزيز العلاقات الاخوية بين الشعبين الشقيقين. ظلت المملكة العربية السعودية تولي الجالية السودانية مكانة خاصة تتجلى في الرعاية التي تضفيها عليها والمعاملة الكريمة التي تخصها بها منذ عهد المؤسس الاول صاحب الجلالة الملك عبدالعزيز وعبر الملوك والامراء من آل سعود وتأتي مكرمة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد في ذات النسق والنهج الكريم في معاملة السودانيين بالموافقة على افتتاح دار الجالية السودانية ذلك الحلم الذي راود السودانيين بالمملكة وسوف تكون هذه الدار بمثابة تجمع للسودانيين توحد بينهم وتؤهلهم لخدمة وطنهم الثاني المملكة العربية السعودية وهي رمز لعمق العلاقة بينهم وبين اهل الفكر والثقافة في المملكة العربية السعودية. تعليم ابناء المغتربين في الجامعات السودانية، الضرائب، الجمارك، البطالة، تغيير المهن تلك ابرز الصعاب التي تواجه السودانيين في المملكة.. ما الحلول الجذرية لتلك المشاكل؟ ^ يمثل التعليم الركيزة الاساسية التي يقوم عليها البناء الانساني كله ويكفي ان اول ما نزل من القرآن الكريم (اقرأ) باعتبارها المفردة المفتاحية للمعرفة وتحقيق العبودية الحقة لله سبحانه وتعالى ومن هنا يأتي اهتمامنا بالتعليم الذي بسطناه على مستوى التعليم الاساسي والعام بصورة تكاد تغطي كل صقع في بلادنا.. وتوسعنا في مجال التعليم العالي وزيادة عدد الجامعات والمعاهد العليا الحكومية والخاصة بنسب تجاوزت الـ 100%. ولما كان ابناؤنا العاملون بالخارج يمثلون الجناح الثاني والذي نفرده خارج البلاد جاء اهتمامنا بتعليم ابنائهم وحرصنا على ألا تفوتهم فرص المشاركة بالداخل ومتابعة المنهج السوداني.. فقمنا بتأسيس مدارس الاساس والثانوي السودانية بالخارج في عدد من الدول.. واقمنا مراكز امتحانات لهذه المراحل بالدول التي ليست لدينا فيها مدارس.. وقمنا باتصالات مع العديد من الدول لإتاحة الفرصة لنا لانشاء مدارس سودانية بها.. وعلى صعيد التعليم العالي فاننا نسمح لكافة الشهادات العربية والاجنبية بالمنافسة في القبول بالجامعات السودانية وفق معادلة علمية تقوم بها الجهات المختصة وتتجاوز نسبة المقبولين من ابناء المغتربين مقارنة بالعدد المتقدم منهم وبفارق كبير نسبة المقبولين من المتقدمين بالداخل.. ونسعى للجهات المختلفة لتوفير فرص اكبر في الدراسة والقبول وتندرج ضمن افكارنا مشروعات لإقامة جامعات لابناء المغتربين وقد قام الجهاز المعني بخدمتهم بافتتاح مدرسة ثانوية للبنات وستتوسع في الاعوام القادمة لتشمل البنين وتعطي تقديرا ووضعا خاصا لابناء العاملين بالخارج. الجمارك لقد حدث توسع وتحسين في الخدمات الجمركية التي تقدم وان كانت هذه الخدمة لا ترضي طموحنا لبلوغ الكمال المتاح لبني البشر كما اننا لا نفرض اي رسوم جمركية على منقولات وامتعة المسافرين العادية، ولكن بعض الركاب والمسافرين يأتون باجهزة الكترونية خاضعة للرسوم وآخرين يعملون بتجارة الشنطة مما يترتب عليه تطبيق القوانين واللوائح. ومن القضايا الملحة في الفترة السابقة استيراد السيارات والدخول بالسيارات على نظام الافراج المؤقت وفي هذين الامرين هنالك من المتغيرات الخاصة لسياسات الدولة في اقامة مصنع جياد وفتح كثير من الشركات توكيلات داخل السودان لإتاحة الفرصة لشراء العربات من الداخل وكذلك موافقة السودان على الانضمام للاتفاقية الدولية للمرور الجمركي. الضرائب: في هذا الأمر هناك الكثير من الانفراجات منذ عام 2000م والى الآن وبشرنا الاخوة العاملين بالخارج فيما حدث انفراج في الاقتصاد ينداح هذا الامر خيرا وبركة عليهم وذلك منذ العام 2000م وفيما الغيت بعض الضرائب بالداخل كان هناك تخفيض في المساهمة الوطنية للمغتربين والغاء بعض الرسوم. وسوف يستمر الامر تدريجيا الى ان تصل الضرائب الى القيمة الصفرية. وقد صدر قرار من السيد/ وزير الدولة للموازنة (وزارة المالية والاقتصاد الوطني) بتاريخ 21/9/2003م بتخفيض العبء الضريبي على المغتربين بتخفيض المساهمة الوطنية على شريحة الموظفين اعتبارا من الاول من يناير 2004م من (245) دولارا الى (180) دولارا وتخفيض المساهمة الوطنية لفئة العمال الى (75) دولارا واستحداث فئة بين الموظفين والعمال لتسدد (100) دولار وذلك لمعالجة اوضاع الدبلومات والعمال المهرة. الغلو والتطرف الافكار المتطرفة والغلو في الدين من قبل قلة مارقة ومأجورة او مغرر بها تضر بالاسلام اكثر مما تفيد.. ما تعليقكم على ذلك؟ وكيف تحاربون تلك الظواهر؟ ^ إن الدين الإسلامي في اصله هو دين سمح وسط ضد الغلو والتطرف (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، وقد دعا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الى الايغال في هذا الدين برفق وما خير رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين امرين الا اختار ايسرهما ولذلك فان الحديث عن الغلو والتطرف في اوساط المسلمين لا يعبر ابدا عن حقيقة الدين الاسلامي ولا حقيقة المسلمين، وان كنا نعتقد ان الظلم الذي تعرض له المسلمون والاوضاع المأساوية في عدد من بقاع العالم الاسلامي كانت وراء نشوء ظاهرة العنف والغلو، لذلك لابد لنا ان نتوافق على اطر لمعالجة اسباب هذا الخلل واعادة ادماج هؤلاء الشباب في المجتمع وتوظيف طاقاتهم لصالح بناء الأمة. لا يمكن القبول بقتل النفس التي حرم الله قتلها الا بالحق والزعم بأن ذلك من الدين لا يجد سندا من القرآن الكريم او الاحاديث النبوية او السيرة المعطرة، ومن يفعل ذلك هم اعداء الدين الذي يأمر باحترام وحماية النفس البشرية والدعوة للحق والمجادلة والمدافعة بالتي هي احسن. ان محاربة مثل هذه الظاهرة مسئولية الجميع خاصة علماء الامة بالتوعية عن طريق العمل على نشر روح الخير ومحاربة الشر في نفوس هؤلاء وبتوضيح الحقائق وتربية الشباب تربية إسلامية صحيحة. يشكو السودانيون من ان حكوماتهم (منذ عهود) تعطي اهتماما اكبر للسياسيين المعارضين خارج البلاد وتحاول استرضاءهم دون الاهتمام بالكفاءات العلمية المهاجرة من حيث توفير الوظائف او تقديم التسهيلات؟ ما تعليقكم حول ذلك؟ ^ منذ ان تفجرت ثورة الانقاذ الوطني كان الانسان السوداني بالداخل والخارج محور اهتمامها وقمة اهدافها من حيث توفير حياة مستقرة وآمنة ومطمئنة له.. ولعل التركيز على مخاطبة شريحة السياسيين المعارضين يأتي في المقدمة باعتبارهم القادة والذين تقف من خلفهم مجموعات مقدرة من المواطنين.. ولكنه سعي متواز مع مخاطبة الشرائح الاخرى.. وقد ظل اهتمامنا بالخبراء والكفاءات السودانية يزداد يوما بعد يوم حيث قامت في مجلس الوزراء لجان خاصة لتحصر هذه الخبرات عبر السجل القومي للعلماء والخبراء وتولى جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج بعد توجيهنا الرئاسي قبل ثلاثة اعوام ملف الاعداد لملتقى جامع لهذه الكفاءات والذي انعقد بحمد الله وتوفيقه بمشاركة عالية من جموع الخبراء والعلماء السودانيين باكثر من (22) دولة بالخرطوم في الفترة من 19 ـ 22 اغسطس الماضي وقد خاطب جلسته الافتتاحية الاخ النائب الاول لرئيس الجمهورية وخاطبت جلسته الختامية وتسلمت توصياته ومقرراته ووجهنا الجهات المختصة وعلى رأسها جهاز المغتربين بتنفيذ هذه التوصيات تحت متابعة مباشرة من وزارة مجلس الوزراء ووزارة العلوم والتقانة والتي كان وزيرها رئيسا للجنة ذلك الملتقى ولعل من اهم تلك التوصيات قيام الادارة القومية للخبراء والكفاءات كمشروع وطني رائد ومهم في وضع الأسس العلمية والخطط الاستراتيجية للبلاد. ويتواصل اهتمامنا بهذه الشريحة الفاعلة في مختلف مجالات تخصصاتها وتوفير كل السبل التي تعينها على اداء رسالتها تجاه وطنهم اذا ظلوا بالخارج او عادوا لبلادهم. يجد العلماء السودانيون كل التقدير من المملكة من خلال مهرجان الجنادرية وجائزة الملك فيصل العالمية وغيرها من الفعاليات الادبية والثقافية.. كيف تنظرون للموروث الثقافي والحضاري والادبي السعودي؟ ^ للمملكة العربية السعودية دور بارز في نشر الثقافة العربية والاسلامية والمحافظة على هويتها والتعريف بتراثها الحضاري، هي ازهى مهد العرب واول ارض للاسلام وقد ظل مهرجان الجنادرية حلقة تواصل حضاري وتلاقح فكري بين الادباء والمفكرين في العالمين الاسلامي والعربي وكان الابداع السعودي يشد اليه الانظار ويحظى بالتقدير من المشاركين في المهرجان.. وقد اتيح من خلال الرعاية التي يضفيها على المهرجان صاحب السمو الملكي الامير عبدالله اثرها البالغ في جذب انتباه الادباء والمفكرين الى ذلك المخزون من الموروث الثقافي والحضاري الذي تختص به المملكة ولقد كان يسعدنا في السودان ما تتيحه المملكة للمثقفين والمبدعين من السودان في فرص المشاركة في هذا اللقاء الحاشد. اما جائزة الملك فيصل العالمية فهي من عطاء المملكة في التواصل والحوار الحضاري بما يعبر عن اهتمام المملكة بتشجيع العلم والبحث والابداع على مستوى العالم وتكريم العلماء والباحثين والمثقفين وفق معايير علمية عادلة.. ولقد اسعدنا في السودان ان ننال الجائزة لمرات ثلاث حيث نالها فضيلة البروفسور صديق الضرير في الدراسات الاسلامية والبروفسور عبدالله الطيب في الدراسات الادبية واللغوية والبروفسور عز الدين عمر موسى في الدراسات الاقتصادية والتاريخية وهذا شرف عظيم ندين به لجائزة الملك فيصل وللرعاية التي يحظى بها السودانيون في المملكة.