تتسابق أبعاد الزمن لتطوي صفحات العمر المعدودة ساعة ساعة..الأمل يلازمها بانبلاج فجر السعادة وإشراق شمس الهناء. لكن الواقع يرى خطوات الزمن تتعثر على سرعتها بأضداد السعادة والهناء. ومع كل ذلك فإنني أبيت الركون إلى زوايا اليأس، ودهاليز القنوط. بل واستللتهما من أعماقي استلال الحسام من غمده. أبق كما أنت.. أولاً تبقى فلا اعتبار عندي لذلك، ولكن ثق في أنك ستظل مني بمنزلة العود من العود، تسكن جسدي فأنت روحه، فإن غادرته انتقل. كم يكسر قلبي صمتك!! ويؤلمني هجرك. تبتعد عند اقترابي إليك، وتحول دون دنوي منك. تضع سبابتيك في أذنيك لكي لا تسمعني.. وإن سمعتني فالحجر يستجيب أكثر منك!!! نذرت نفسك ودربتها على التصدي لكل ما هو من جانبي. وكما يقال: التضحية قليلة في سبيل من نحب. ضحيت بكبريائي إزاء كبريائك واشتريتك بثمن باهظ جوهرة أزين بها أعماقي على الدوام. حلية لا أستبدلها بسواها حتى كأني لا أملك غيرها. فلله قلبك الذي لا يلين!!! ليتني امتلكته فهو أشبه ما يكون بقطعة ثلج قاسية باردة.. حتى مشاعري الملتهبة باتت عاجرة عن التأثير فيها وإذابتها. ربما استهويت قلباً آخر.. وأصبحت له كما أنا لك، تستنشق شذاه كما أعيش على شذاك. تراه الدنيا كما أراك.. تأنس بقربه كما أئنس بجوارك.. والمضحك أنه مع سواك كما أنت معه مثلما أنا معك. سلسلة غبية من عدم التقدير والوفاء.. من السطحية والجفاء. تزول سريعاً، وتحل محلها سلسلة غبية أخرى، لا ينهيها إلا جوار الباري. حتى باتت الدنيا لا طعم لها ولا لون.
فما رأيك أن نجاوره من الآن؟؟
@@ ماهر علي الحمدان
