DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وهف

وهف

وهف
أخبار متعلقة
 
(اذا لم تطلب فلن تحصل، ولكن إذا فعلت حصلت على ما تريد) عبارة قالها زوجان امريكيان كانا ينظمان برنامجا تدريبيا لتأهيل النفس ويختص بتعليم الأطفال والمراهقين كيفية الابتعاد عن المخدرات والسلوكيات المدمرة. وحدث أن وقع بين أيديهم كتيب عن مؤتمر تعليمي في سان دييجو سيذهب إليه مجموعة من المهتمين بهذا الشأن كل على نفقته. وكان الزوجان قد بدآ في ذلك الوقت اجراء اصلاحات منزلية جعلت الميزانية الأسرية مختلة حتى انهما لن يتمكنا من تدبير مصاريف حضور المؤتمر. ولكن الزوج قام بالاتصال بأصحاب الشأن في المؤتمر فحصل على تذاكر مجانية واتصل باحدى شركات الطيران وشرح لهم هدفه فمنحوه وزوجته تذاكر سفر مجانية ثم تحدث مع مدير أحد الفنادق الفخمة ومنحهم اقامة مجانية لثلاثة أيام. وتحدث مع مدير شركة تأجير سيارات فأمنوا له السيارة التي تقله من وإلى الفندق ولم يتبق له سوى مصاريف الأكل والشرب فدبرها بصعوبة لدرجة أنه وقف أمام الحضور في نهاية المؤتمر وأخبرهم بأنه يكون سعيدا لو وجهت له دعوة للعشاء من أحدهم لأنه لا يملك حقها. فوجهت له عشرات الدعوات ومن أطرف ما دار في حواره ومصارحته لتلك الجهات هو ما قاله مدير شركة الطيران: (نعم بالطبع أوافق وأشكرك على سؤالك ففي الغالب لا تواتيني الفرصة للقيام بأفضل شيء يمكنني تقديمه للعالم مالم يطلبه مني شخص ما. إن أفضل شيء يمكنني القيام به هو مساعدة ا لآخرين وهو ما طلبته أنت مني. إنها فرصة طيبة وإنني أود شكرك لمنحي هذه الفرصة) وانتهت الحكاية بعد أن حقق الزوجان نجاحا متميزا في المؤتمر وامتد إلى ما بعده داخل امريكا وخارجها. ولكن دهشتي لم تنته بعد القراءة من هذه الاستجابة السريعة لمطالبه ببساطة ويسر لمجرد القناعة من أصحاب الشأن بأن ما يقدمونه للزوجين لن يضر بالشركة وأرباحها وانهم بهذا يقدمون خدمة مميزة وتفاعل اجتماعي راق يحقق قيمة التكافل والتعاون وظلت تلح على ذهني المقارنة فيما لو كانت تلك الحادثة حدثت هنا في العالم العربي ترى ما الذي يمكن أن يحدث؟ وتراءت لي صورة تتكرر على ذهني وهي تحمل السؤال التالي: ترى يا أمل لو كان لديك بضعة ملايين كيف تحققين حلمك في ان تكوني موزعة للأماني المحققة بمعنى أن أحول الأحلام والأماني إلى واقع وحقيقة بعون الله مهما كانت بسيطة أو مكلفة وما الشعور الذي سيدب في حنايا القلب والروح وعلامات الرضا للعاطي والآخذ ولكن الملايين بعيدة جدا ومازال الحلم في تحقيق الحلم مجرد حلم. ولكن ماذا عن المديرين وملاك الملايين الفعليين لو كان الأمر بيدهم هنا؟ أعتقد أن الزوجين سيسمعان بعض العبارات المنمقة والاعتذارات المهذبة وبعض عبارات التعجب أو الاستخفاف فقد يقول أحدهم (ليه نكد على عميان؟!) ويقول آخر (وش هذا صاحي ولا مجنون) ويقول ثالث (آسف هذا ليس من صلاحياتي) ويقول رابع (انتظر حتى نرفع لرئيس مجلس الإدارة) وعندما يرد ـ إن فعل ـ يكون المؤتمر عقد دورته العاشرة.. ولكم الآن حرية التعليق وتخيل الصور وأختمها بعبارة من أحدهم تقول: (أعوذ بالله وجه مغسول بمرق) روح.. روح (ومش بوزك)!