ما أقل المواقع العربية اذا كان العدد يرتبط بالمفيد منها والمنافس للغربي من المواقع. تلك حقيقة يطالعها المرء وهو يتصفح الشبكة المعلوماتية مستعرضا الحضور العربي فيها. جيد أن يغزو العرب الفضاء الإلكتروني بهذه الكثافة، ولكنه غزو بلا حضور. غزو يبدو على غزارته عابراً وهامشياً وآيلاً للتوقف والجمود.
الأسباب عديدة، لا تتسع لها مساحة هذا المقال، الا انني سأتطرق الى بعض منها، إن بناء موقع إلكتروني جيد بالمقاييس الفنية أمر لا يكفي لينتظر صاحب الموقع آلاف المتصفحين والزوار. فمهما كانت السلعة او الخدمة المعروضة في الموقع، لا يمكن أن تصل غايتها من دون خطة تسويقية فاعلة. وأول أساسيات تلك الخطة يكمن في اللغة التي تتم بها مخاطبة المتصفح.
يرى أحد المتخصصين في النشر الإلكتروني أن عالم الإنترنت قلب المفهوم السائد القائل إن الصورة تساوي ألف كلمة. ففي الفضاء الشبكي تكاد الكلمة الواحدة تساوي أكثر من صورة، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالتسويق الذي هو غاية أي موقع مهما كانت رسالته: تعليمية أو خدماتية أو ترفيهية.
ليس هذا الزعم من قبيل التحيز بل إنه مدعوم بإحصاءات وأبحاث قامت بها مراكز دراسات علمية عديدة، كما أن الكاتب يؤكد وجود دراسات تشريحية تثبت أن الدماغ البشري يتصرف عند تعامله مع شاشة الكمبيوتر بشكل يجعله يستجيب للكلمة بأكثر مما يستجيب للصورة. فإذا كانت الكلمة مدروسة بعناية، فانها تكون "الطعم" الذي يغري المتصفح بالدخول، أما إذا كانت منفرة، فقد لا يدوم حضور المتصفح في الموقع أكثر من الوقت اللازم للتحول إلى "النقرة" التالية.
حتى الاخبار والبيانات الصحافية استقبلته بعض مواقعنا مرصوفاً كما هي على الشاشات الحاسوبية. هرب من الكلمات الغريبة ومن الجمل التي يبلغ طول الواحدة منها خمسين كلمة فوجد في المواقع الكثير منها. وهرباً من متاهات الجمل المعترضة ومعترضة المعترضة فوجد أصحابها قد استبقوه في مواقعنا العربية.
وبعد هذا تسألون لماذا تذبل المواقع العربية؟؟؟
