مبارك بوبشيت

بما أن العام الدراسي الجديد قد بدأ.. فهل فكر الأب, والأم, والمدرس/المربي في حوافز لمن هو مسؤول عنهم؟ يقول المتنبي: لولا المشقة ساد الناس كلهمو الجود يفقر والاقدام قتال فما دام الجود يفقر.. فلماذا ترى الكرماء قد ملأوا صفحات التاريخ نصاعة وجودا؟! وما دام الاقدام قتالا فلماذا نرى الشجعان والأبطال قد سطروا اسماءهم في صفحات التاريخ بحروف من ذهب؟! انه الحافز الذي خلف هذا الظاهر.. ايا كان هذا الحافز.. دينيا وهو انه يرغب فيما عند ربه من كرم وجود وجنة. او دنيويا المهم انه حافز لا يكف حتى يحقق هدفه. والمسلم حافزه ديني وشرعي.. انه رضا الله تعالى والجنة. والحافز هذا, ما هو؟ وهل هو مرادف للدافع؟ الحافز حاجة سلوكية نفسية اجتماعية لا غنى لأي قطاع من قطاعات الحياة عنه البتة, فهو (أي الحافز) يحث على الاعجال, ويعطي دافعية ايجابية نحو تحقيق الهدف, فهو دافع الى الأمام او دافع الى الأعلى, اذن هو حاجة من حاجات الحياة. فالحافز في الوظائف دفع الى الانجاز واختصار الزمن.. كما انه في الكيمياء دفع الى التفاعل السريع. والحافز في علم النفس هو قوة داخلية تدفع الى سلوك معين. والحفز في اللغة يدل على الحث وما قرب منه, وحفز الشيء أي حثه من خلفه.. او اعجله, وتقول العرب: الليل يسوق النهار ويحفزه. - وحافز - تجمع على (حوافز) وهي كلمة شائعة في هذا العصر في عالم الأعمال والوظائف والانتاج وهي عبارة عن مكافأة معلنة - مادية كانت, او معنوية - لترغيب الموظف, او العامل في زيادة الانتاج, وتقليل الوقت, واختصاره. وهذه (الحوافز) قد تكون مادية كمكافأة تضاف الى اصل الراتب يتسلمها الموظف مع راتبه آخر الشهر.. او هدايا.. مثل (ساعة - تلفزيون - كمبيوتر - ....) او معنوية كأن يكون العامل رئيس عمال او يعطى شهادة تقدير.. او يكون له مكان وظيفي معين مرموق. او الاثنتان معا.. مكافأة وترفيع مرتبة او درجة.. او تغيير مسمى وظيفة نحو الأفضل وهناك فرق بين المكافأة والحافز في عالم الوظائف. وذلك ان المكافأة لا يعلن عنها او عن نوعها.. بل تسلم للعامل او الموظف ويعلمها حين تسلمها. اما الحافز فانه معلوم قبل بدء العمل.. وهذا ما يجدر بنا - حقا - ان نسميه حافزا لأنه دافع من الخلف, فهو يعلمه وعلمه به يدفعه للعمل. وعودا على بدء اقول لك ان كنت أبا او رئيسا او مديرا او مربيا هل افادك الحافز؟ وهل مازلت تتعامل معه؟