DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الارتباط القوي بين العامل والعمل

الارتباط القوي بين العامل والعمل

الارتباط القوي بين العامل والعمل
أخبار متعلقة
 
أحد أكبر عوامل تقدم اليابان على المستوى الاقتصادي هو سلوكيات العمل. والتي تتلخص في الطريقة المميزة التي يرتبط فيها العامل الياباني بالعمل. وصاحب العمل. وأداء العمل. وهذه الطريقة تتلخص في أن ذلك الارتباط القوي بين العامل والعمل يبدأ من الانتماء النفسي والولاء العاطفي للعمل. ويصل إلى حد انتماء جميع أفراد عائلة العامل إلى ذلك العمل وولائهم إلى صاحب العمل ذاته والتزام صاحب العمل بهم بنفس الدرجة. وكل ذلك يربي لدى الأجيال المتعاقبة سلوك الأمانة في أداء العمل والمحافظة على أسراره والإخلاص التام في تطويره وتنميتة ليعم الخير على الفرد وعلى عائلته كما يعم على صاحب العمل والمجتمع بأسره. لذلك يجب أن نعترف بأن هذا السلوك المتبادل بين طرفي العمل. لا يختلف كثيراً عن ممارسة العبادات اليومية. حيث إن هذا الإخلاص والتفاني والالتزام التام وهذه القدسية للعمل شبيهة بأداء العبادات التي يوصينا بها الإسلام وجميع الأديان السماوية. هذا السلوك العبادي في التعامل مع العمل والإنتاج. يتفاوت من مجتمع لآخر. ولكن بشكل عام. يمكن أن نؤكد بأن جميع الدول المتقدمة أو التي تتقدم بخطى متسارعة. تعتمد أساساً على هذا النوع من السلوك بشكل وبآخر. إذ لا يمكن أن يكون هناك تطور وتنمية وإنتاج وجودة في الإنتاج في أي مجتمع دون أن يكون أفراده عاملين ملتزمين. ويملكون هذا الوعي في تقديس العمل من ناحية. ومحاسبة الفرد لنفسه دون أن ينظر إلى ما يعمله الآخرون. ودون تعليق أسباب فشله في عمله أو فشله في الحصول على عمل مناسب. على شماعات الآخرين والمجتمع بأسره من ناحية أخرى. وللأسف الشديد مجتمعاتنا العربية بشكل عام. ومشكلة مجتمعاتنا الخليجية بشكل خاص تعاني من سلوك هو العكس تماماً لهذا السلوك وهذه النظرة المقدسة للعمل والإنتاج. وهنا يجب أن نعترف إنه بقدر ما نشيد برغبة البحرينيين في العمل وإصرارهم بأن يكون أبناء البلد هم العاملين على بناء هذا الوطن وليس الأجنبي. إلا أننا بشكل عام غير قادرين أن نقيّم أداءنا الإنتاجي وتعامل الفرد مع عمله تقييماً موضوعيا. في مختلف مواقع العمل والإنتاج. هذا الأداء الذي يتسبب للكثيرين من أصحاب العمل في ردات فعل حقيقية للاستغناء عن العامل البحريني للتخلص من مشاكله التي تبدأ من عدم إخلاصه في أداء عمله وتنتهي إلى تغيبه المتكرر وأعذاره الكثيرة في ترك العمل وعدم قدرته على الإنتاج ووضع العمل في نهاية قائمة الأولويات في حياته. هذا السلوك السلبي. للعامل في مجتمعاتنا. قد يراه كل فرد من موقعه بأنه سلوك فردي وغير ذي تأثير بشكل عام . ولكنه ينسى بأنه سلوك عام ينعكس على كل عامل وطني في جميع مواقع العمل. وهذا السلوك له الكثير والكثير من المؤثرات السلبية على تنمية العمل والإنتاج والأرباح والتي بدورها ذات تأثير بالغ على الزيادات في الرواتب وفي تطوير العمل لاستيعاب المزيد من العاملين. هذا اختصار شديد في الكلام عن أحد أهم الصفات السلوكية التي تساهم في تخلف المجتعات وزيادة مشاكلها وزيادة البطالة وتراكمها. قد نكون بحاجة ماسة لأن يتم التداول في الحديث عنها بشكل أكثر عمقاً في جميع مواقع العمل والتجمعات ودور العبادات. وقد نصل إلى قناعة بأننا كأفراد لنا دورنا. من حيث لا نعلم أو من حيث لا نريد. في خلق الكثير من الأزمات في المجتمع. وبيدنا أن نحل أجزاء كبيرة منها ولكن عندما نعي الحقيقة كاملة.