في الاسبوع الماضي تحدثنا عن مكانة اهمية الكبد في جسم الانسان حتى اعتبره البعض بمثابة البنك المركزي لجسم الانسان يحفظ فيه اهم ارصدته واليوم نتحدث عن التهابات الكبد بصورة خاصة وتخصيص مساحة اكبر لها فهذه الامراض للاسف منتشرة في منطقتنا ونحن بحاجة لمزيد من التوعية والارشاد في هذا المجال فالتصرف الصحيح لدى الاصابة يمنع تفاقم الحالة والوصول الى مراحل اشد خطورة كما يمنع انتشار هذا المرض المعدي وكالعادة حملنا اسئلتنا الى طبيب مختص وكان لقاؤنا مع الدكتور عصمت خيري وسألناه عن فيروس التهاب الكبد (أ او A ) المسبب للالتهاب الكبدي الحاد.
@ كيف ينتقل الى الشخص السليم وما الاعراض الدالة عليه؟
ـ ينتقل الفيروس (أ) عن طريق الاطعمة الملوثة والمياه الملوثة كما يمكن ان ينتقل النوع من الالتهاب باستعمال الحقن الملوثة بدم المصاب تمتد مدة حضانة هذا النوع من 15 ـ 40 يوما وتولد الاصابة به مناعة طويلة الامد.
اما عن اهم الاعراض فتكون في المراحل المبكرة تشبه اعراض الاصابة بالانفلونزا: ارتفاع الحرارة والم يجتاح كل الجسم، ضعف عام كما يصاب عادة بالغثيان وفقدان الشهية وشعور بالم عند الضغط بالاصبع على القسم الاعلى من البطن وبعد انقضاء عدة ايام يبدأ اليرقان بالظهور نظرا لان الكبد الملتهب لايتمكن من ازالة خضاب البليروبين من الدم ويصبح لون البراز اكثر شحوبا من المعتاد ويصاب المريض غالبا بالامساك ويتحول لون بوله الى البني ويبدأ اليرقان والاعراض المرضية الاخرى بالزوال خلال اسبوعين او ثلاثة اسابيع ولكن يظل المصاب يشعر بنوع من الاكتئاب والارهاق لعدة اسابيع وربما لعدة اشهر.
@ نحتاج الى شرح مفصل اكثر عن المرحلة التي يصاب فيها المريض باليرقان وماذا يحدث خلال تلك الفترة التي تمتد لعدة اسابيع؟
ـ فترة الاصابة باليرقان تنقسم الى عدة مراحل:
1 ـ الدور قبل اليرقاني: ويستمر هذا الدور حوالي اسبوعين ويشكو فيه المريض من الاعراض السابق ذكرها من التهاب الطرق التنفسية العليا وصداع ورفع حراري وحمى والشكيات الهضمية، ويصبح البول في نهاية هذا الدور غامقا بسبب ارتفاع البليروبين المباشر وازدياد طرحه في البول.
2 ـ الدور اليرقاني: يظهر اليرقان في الجلد والصلبة والاغشية المخاطية ويبقى لون البول غامقا وتعود الحرارة الى الحدود السوية ويستمر هذا الدور من اسبوع الى 3 اسابيع.
3 ـ دور الشفاء: يزول اليرقان خلال هذا الدور ويعود لون البول الى طبيعته يستمر هذا الدور من اسبوع الى اسبوعين.
@ ماذا عن العلاج؟
ـ لايفيد استعمال مضادات الجراثيم في علاج الالتهابات الفيروسية ويوصي الطبيب بان يلازم المصاب الفراش وان يمتنع عن ممارسة اي تمرين مجهد الا بعد زوال اليرقان كما يجب على المريض ان يتناول طعاما خفيفا دون اي دهن، وان يكثر من شرب عصير الفاكهة وقد يقرر الطبيب حقن افراد العائلة الاخرين بـ"الفلولبيولين غاما" لمنع انتشار العدوى ويظل مفعول هذه الحقن لمدة تصل الى اسبوعين كما يفيد كاجراء وقائي لاي شخص يسافر الى منطقة في العالم تكثر فيها حالات الاصابة بالتهاب الكبد الحاد (أ).
@ فيروس التهاب الكبد الحاد (ب، B ) هل ينتقل من شخص لاخر بنفس طريقة انتقال فيروس الالتهاب الكبدي (أ).
ـ فيروس التهاب الكبد الحاد (ب) لاينتقل بنفس سهولة انتقال فيروس التهاب الكبد الحاد (أ) ولكنه يسبب مخاطر اشد حيث ينتشر عادة من خلال الاتصال بالدم الملوث ومن امثله ذلك نقل دم من مريض مصاب اومن انسان حامل للمرض (حامل المرض هو شخص يمكن ان يسبب العدوى دون ان يكون مصابا بالمرض او انه اصيب به ثم شفي) ويتم الاتصال ايضا بالدم الملوث عبر الاستعمال المشترك للابر تحت الجلدية كما عند المدمنين على المخدرات وعند تنفيذ عمليات الوشم والوخز بالابر ومن المحتمل ان ينتقل ايضا من خلال اللعاب والجماع والمخاط الانفي وعن طريق المشيمة اذا كانت الام مصابة مما يؤدي الى اصابة الجنين ويكون دم الشخص المصاب ـ جافا كان ام طازجا ناقلا قويا للعدوى خلال الاسابيع الاربعة او الستة التي تسبق ظهور الاعراض ولفترة زمنية اخرى بعد ظهورها نظرا لان جسيمات الفيروس تكون دائرة في مجرى الدم.
@ ما المخاطر؟
ـ تشفى معظم حالات الاصابة بالتهاب الكبد (ب) دون ان يترك المرض اي تأثير طويل الامد، الا انه بصورة نادرة من المحتمل ان يتطور المرض بسرعة ويؤدي الى الوفاة ومن الجائز ان يظل ناقل الفيروس بصحة جيدة فترة طويلة جدا ولكن هناك احتمالا في اصابته بالتهاب الكبد المزمن. وقد اصبح بالامكان الان التلقيح ضد فيروس التهاب الكبد (ب) وينصح بتطعيم الاشخاص الذين يحتمل ملامستهم لهذا الفيروس ويشمل الاطباء الاختصاصيين والعاملين في المختبرات الطبية الذين يتعاملون مع الدم ومنتجاته ومرضى غسيل الكلى والمسافرين الى مناطق في العالم ينتشر فيها هذا الفيروس على شكل وباء.
@ ما العلاج في حالة التهاب الكبد الحاد (ب)
ـ يكون العلاج بالراحة التامة ووصف اطعمة غنية بالوحدات الحرارية فالغثيان والتقيؤ اعراض تجعل من الصعب على المصاب المحافظة على الوحدات الحرارية الضرورية لجسمه لذا يجب عليه تعويضها في حال كانت الاعراض شديدة فقد يصف له الطبيب ادوية مخففة لتلك الاعراض، وقد تدعو الحاجة الى اعطائه علاجا معينا للوقاية من المضاعفات المحتملة لهذا المرض كانخفاض مستوى السكر في الدم وتخثر الدم.
@ ذكرت ان هناك احتمالا بأن يتطور التهاب الكبد الحاد (ب) الى التهاب كبدي مزمن فما هذا المرض؟
ـ من المحتمل ان يصاب بالتهاب الكبد المزمن كل شخص اصيب في السابق بالتهاب الكبد الحاد. ويبدو ان احتمال الاصابة يزداد عند الاشخاص الذين اصيبوا بالتهاب الكبد (ب) و (سي) ولكنه نادرا ما ينتج التهاب الكبد (أ) ويصاب عدد كبير من الاشخاص بالتهاب الكبد المزمن دون ان يكونوا قد اصيبوا بالتهاب الكبد الحاد وتعزى بعض حالات الاصابة بهذا المرض الى التفاعل نحو ادوية معينة.
هناك نوعان من التهاب الكبد المزمن هما التهاب الكبد المزمن المستمر والتهاب الكبد المزمن النشط. حيث يتطور التهاب الكبد المزمن المستمر ببطء ويظل المصاب يتمتع بصحة جيدة اما التهاب الكبد المزمن النشط فهو مرض لايمكن التنبؤ بوجوده بسهولة وقد يحدث في بعض الحالات اتلاف تدريجي متواصل لخلايا الكبد وعند الاصابة بهذا النوع يؤدي الى تليف الكبد وفي حالات اخرى يستجيب المرض للعلاج وتزول اعراضه.
@ من التهاب الكبد الشائع ايضا التهاب الكبد (سي) فكيف ينتقل المرض وما اهم اعراضه؟
ـ حصل هذا النوع من التهاب الفيروس لاول مرة عند المرضى الذين اجريت لهم عمليات نقل دم وكانت النتيجة اصابتهم بالتهاب الكبد دون وجود الفيروس (أ) او الفيروس (B) في دمهم والظاهر انه ينتشر من خلال الجماع والدم الملوث تماما وتماثل اعراض هذا المرض اعراض التهاب الكبد (أ) واعراض التهاب الكبد (B) كما يماثلهما بالعلاج.
@ في السنوات الاخيرة لم تعد التهابات الكبد الفيروسية مقتصرة على او A و ب(B) وسي (C) بل ايضا تم التعرف الى د (D) واي (E) وايضا جي (G) فما الاجراءات الوقائية التي تنصح بها لتجنب العدوى بهذه الالتهابات؟
ـ على الاشخاص السليمين اتباع التالي:
1ـ الابتعاد عن المخدرات.
2 ـ الامتناع عن تناول الكحول.
3 ـ عدم وشم الجلد وهنا تتجلى حكمة الخالق في تحريمه.
4 ـ عدم اجراء العلاج بالابر الصينية الا في المراكز الطبية المتخصصة.
5 ـ تطعيم جميع الاشخاص الذين يتعاملون بالدم او على تماس مباشر بالمرض كالاطباء وفنيي المختبرات.
6 ـ اخذ التطعيمات الوقائية قبل السفر الى البلاد المنتشر بها المرض.
7 ـ التأكد من نظافة الطعام والمياه.
ـ على الاشخاص المصابين وحاملي المرض اتباع التالي:
على الشخص من هذه الفئة المريضة ان يعمل جاهدا على عدم تفشي المرض ضمن محيطه وذلك باتباع التالي:
استعمال اواني مطبخ ومناشف خاصة واستعمال مرحاض خاص به اذا امكن الحرص على عدم التماس مع اي اشخاص سليمين فالعدوى تنتقل ايضا عن طريق اللعاب وافرازات الجسم والدم.
وتعتبر هذه الاجراءات الوقائية هامة جدا اذ من المحتمل ان يبقى المصاب ناقلا للعدوى لاسابيع او حتى لاشهر عديدة.
