إذا أراد شاعر الاعلان لنفسه والترويج لشاعريته في لقاء صحفي قال إنه سيقلب الطاولة على الشعراء أجمعين , واذا أراد محرر كيل المديح لشاعر ما قال إنه قادم بقوة وسيقلب الطاولة في الساحة الشعبية , ومن كثرة ما نقرأ هذه الجملة الدعائية التي لا تحمل أي دلالة طيبة , أصبح الخوف ينتابنا من حالة الفوضى التي تنتظر الساحة وأهلها , فالكل يريد قلب الطاولة ويحرض عليه .
لماذا لا يدع هؤلاء طاولة الشعر كما هي بدلا من قلبها على أصحابها ؟! لماذا لا يكتفون بالجلوس حولها بكل هدوء وعقلانية كما يجب أن يكون التعامل مع الشعر ؟! أعلم أن هذه العبارة تستخدم كناية عن القدرة على التغيير ولكن هل كل من يقلب الطاولة قادر على ترتيبها بشكل أفضل مما كانت عليه ؟ لا أعتقد , فأغلب من قال أو قيل عنه ذلك قلب الطاولة وبعثر كل ما عليها وتركها في حالة من الفوضى الكاملة , وأخص هنا بالذكر الشعراء الذين ظهروا حديثا أو كما يسميهم البعض شعراء الألفية الثالثة .
روجت لهم بعض المجلات من أجل فرضهم على المتلقي وتلقفتهم الاذاعات والقنوات الفضائية , وأصبحوا مادة دسمة لا غنى عنها , وفي كل مرة يظهرون فيها يعيدون على مسامعنا العبارة نفسها ! مسكينة هي هذه الطاولة ومسكين هو الشعر الشعبي الذي طال عليه الأمد في انتظار من يعدل الطاولة .
زفرة:==1== لو حيائك سمّ حالي .. صدّقيني==0==
==0== عندي أعذب من تعابير الطفوله
أنفعل واقول : يمكن تخسريني ==0==
==0==واتظاهر لك بأن نفـسي ملوله
بس لا منّك ضحكتي تحرجيني ==0==
==0==انكشف والخطوه لدربك عجوله==2==
