DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خفقة

خفقة

خفقة
أخبار متعلقة
 
تعد ظاهرة اعتزال الفنانين والفنانات ـ ولاسيما من السينما المصرية ـ من أبرز الظواهر اللافتة في الحياة الفنية المعاصرة، وهي ظاهرة (مقلقة) للوسط الفني الى حد كبير، وبخاصة المنتجون والمخرجون، وظاهرة (مزعجة جدا) للسهارى على موائد العري الليلي في الفضائيات الفارغة من كل محتوى له قيمة، ولكنها في اعتقاد المصلحين ظاهرة ايجابية رائعة، تؤكد تنامي الصحوة الاسلامية المعاصرة، وقدرتها على التأثير على جميع الأوساط في المجتمع، كما يتوقع لهذه الظاهرة الامتداد والمزيد، ومما يشير الى صحة هذا التفاؤل، اعتزال سلسلة من (نجمات الفن!) الشابات في مصر في الآونة الأخيرة، اللاتي كن يخطون الخطوات الأولى في بداية مشوارهن الفني كما يحلو لأهل الفن أن يقولوا!! وإني لأعجب أشد العجب من المتشدقين بالتقدم وطلب الحرية الشخصية، ا لذين يدافعون عن الفنانات الخارجات عن أصول دينهن ومجتمعهن المسلم بالسفور والاختلاط غير البريء، بل والتفسخ والعري والمجون والانحلال التام، بحجة أنهن يمارسن (حريتهن الشخصية؟ وعلى ذلك فليس لأحد وصاية عليهن، ولا يستطيع أن يجبرهن على غير ما اخترنه من دروب شوهاء، ولكن لماذا تدخل هؤلاء في حريتهن الشخصية عندما قررن الاعتزال؟ هل هو الخوف على الفن السينمائي السامي الذي أسهم في تغريب الأمة، وبتر جذورها عن حقيقة شرعها، الفن القائم على ترويج الرذيلة، وبث الأفكار المنحرفة، أو يصل الأمر الى التدخل في الحياة الشخصية للإنسان في قضية طلبه للعفاف عن كل ما كان يخزيه بين أفراد مجتمعه، ويشين حياته عند خالقه، أو يقف مسلم ـ مهما كانت توجهاته وأهواؤه ـ في وجه امرأة مسلمة كانت ذات ماض يعج بالمنكرات والفضائح، فأقبلت على الله، تريد ستره وعفوه ورضوانه، بعد رحلة مليئة بالهم والنكد، والوقوع في أحضان المتاجرين بجمالهن، ومواهبهن، تلك الوجوه الملطخة بمكياج الفن الرخيص المجرم؟ أو نوقف تيار التوبة؟ أو يبلغ الضغط النفسي على أولئك النفر من الفنانات التائبات أو الفنانين التائبين أن تنشر أفلامهم القديمة، المليئة بالماضي المعتم، لتصبح تشهيرا بهم، وامتدادا لتشويههم في أنظار الأجيال الجديدة التي تشاهد جاهليتهم السابقة؟ ولماذا يحاول بعض المشتغلين بهذ الفن أن يشككوا في توبة بعض هؤلاء؟ ويزينوا لهم ولهن طريق العودة الى الاثم والبغي والفجور بعد أن من الله تعالى عليهم بالخروج من أوحاله؟ وهل يتوقع أحد أن أية مسلمة انزلقت في تيار الفن السينمائي المنحرف أخلاقيا أنها كانت مرتاحة الضمير، مقتنعة بهذا الطريق المريب، حتى يقول أحدهم: (إنهن لم يكن على اقتناع كامل بدورهن الفني والاجتماعي.. وأن قناعتهن كانت هشة)!! ولنا أن نتساءل: اذا استثنينا بعض الأفلام القليلةذات البعد السياسي والاجتماعي الغنية بالفكرة الهادفة في أحد المجالات الانسانية السامية، البعيدة عن الفن الرخيص، المتاجر بالأجساد والعورات، فما الذي قدمته السينما العربية خلال مشوارها الطويل؟ لن أقول انها لم تقدم شيئا، حتى لا أظلمها!! ولكن أقول: انها استطاعت أن تقدم صورة مشوهة للمجتمعات التي تمثلها، بينما حقيقة تلك المجتمعات تقول انها تفيض بالوجوه المشرقة في كل علم سام، وفن عظيم، ولكنها بعيدة عن الأضواء، أوهكذا أراد أهل السينما؛ من أجل تسويق مادتهم، وقبول الفيلم عند جمهور الغرائز المنحطة، الذي لا تطيب بنات رأسه إلا اذا رأى أجسادا تتعرى، ولحوماترقص، ودماء تفور.. ترى ما الذي سيحدث لو أن الظاهرة تنامت حتى شملت معظم أبطال السينما العربية؟ ما الذي سيحدث؟ ما الخسائر المتوقعة؟ أو بالأصح ماذا سيربح من ذلك المجتمع العربي كله؟ هذا السؤال أطرحه على القراء الأعزاء؛ لعلي أستمع الى وجهات نظرهم بصراحة في موضوع مهم للغاية مثل هذا؟