DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلام أقل

كلام أقل

كلام أقل
أخبار متعلقة
 
بين آونة وأخرى تقرأ عن طالب تهجم على معلمه بالضرب. والمسألة تصاعدت مؤخرا الى الأستاذ في الجامعة، ومعها تطورت آلة الاعتداء من اليد الى السلاح الى حرق السيارة. ويبدو أن هذه المسألة لن تقف عند حد معين. فهي مرشحة للازدياد بعد ما جرى تقعيدها جامعيا من قبل طلاب يحضرون للدراسات العليا. الآن على المعلم أن يختار أداة عقابه. ويحسب ألف حساب لطلابه الأشاوس. وينبغي عليه أن يودع أبناءه في الصباح. ويحمد الله على سلامة العودة بعد الظهر.. فقد أضحى للمعلم فرحتان؛ فرحة خروجه سالما معافى من المدرسة، وفرحة لقائه بأولاده. في وقت من الأوقات كان البعض ينظر الى المشكلة من باب المراهقة وطيش الفتوة وأبخرتها الثقيلة التي تعصف بشخصية الطالب؛ فتحيله في لحظة من البرق الى كائن هائج. لا يسكن غضبه ولا ترتاح أعصابه المثارة إلا بكم رفسة في جسد الفقير الى تلطف طالبه؛ معلمنا المبجل الذي كاد أن يصبح رسولا. لكنه في هذا الزمن غدا (ملطشة وممسحة) يعبث بها العابثون وتفرغ فيها ذراع الفتوة كمية من غضبها الوافرة السخية. وكم هي المناظر المليئة بالمدهشات العجيبة التي ينقلها البعض من داخل مدارسنا.. طالب ينطلق (رامحا) في جنبات المدرسة يطارد معلمه ويوسعه (ضربا ولكما ورفسا..) طالب يخلخل أسنان معلمه ويحيلها الى التقاعد المبكر.. عصابة متعاونة "تلبد" أمام باب الخروج، وتفاجىء المعلم متأبطا كراسة تحضيره ودفاتر للتصحيح. ليحملها جميعا الى المنزل صحبة كدمات بليغة وجروح غائرة في كرامة مهانة تمرغت بالأسفلت.. بعض هذه القضايا تنشر على الملأ وبعضها يبقى طي (اللفلفة). والحل السريع من ادارات التعليم أن ينقل المعلم الى مدرسة أخرى يستجمع فيها بقايا كرامته. أو ينقل المحاربون الأشاوس الى مدرسة أخرى ربما تكون أفضل من مدارسهم المستأجرة (؟!) بأفنية أوسع وفصول أكثر رحابة يمكن أن تستشري فيها البطولة على نحو أشد عنفا. فمن يقص بعد الآن تلك الأجنحة التي جربت الاصطفاق جيدا وغرز مخالبها في لحم معلمنا الذي (كاد أن يكون رسولا). نشير الى أن مسألة ضرب الطلاب لمعلميهم ليست بيد المدرسة وحدها أو بيد ادارة التعليم؛ انها مسألة شائكة ترتبط بالطالب نفسه وبمنزله الذي يسقيه منظومة قيمة الخاصة وبالافرازات الاعلامية وبالتحولات الاجتماعية التي تحتاج جميعها الى وقفة تعيد النظر في هذا التشكل الجيد على هيئة جائحة تغزو مدارسنا وتمد الرأس الى قاعة المحاضرات بجامعاتنا.. لكن فيما يخص ادارات التعليم حاليا؛ فإنه ينتظرها عمل هام يتلخص بتبصير المدرس بكيفية التعامل مع السلوك غير المقبول من الطالب حتى لا يتطور الأمر ويستفحل. وأتمنى مع مطلع كل عام دراسي أن تعقد ورش تدريبية للمعلمين، بخاصة الجدد منهم، لاكتساب فنيات التصرف مع سلوك الطالب غير المقبول والذي يتحدد بالأهداف الكامنة وراءه برغبة استرعاء الاهتمام أو اظهار القوة أو الانتقام أو لمجرد تجنب الفشل. كما توضحه (ليندا ألبرت) في كتابها القيم "الانضباط التعاوني" وهو كتاب عملي يشرح للمعلم كيف يتصرف بالضبط. وهو متاح محليا بعد ترجمته من مدارس الظهران الأهلية.. الكتاب متاح، فهل تنعقد الورش التدريبية. لنا أمل في ادارة المعلمين بالإدارة العامة للتعليم بالمنطقة الشرقية أن تأخذ قصب السبق، وتبادر الى تنفيذ الورش التدريبية طبقا لهذا الكتاب. الأمل كبير والثقة عالية.