DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أفكار طارئة

أفكار طارئة

أفكار طارئة
أخبار متعلقة
 
كل شيء قابل للعصر في ظل عولمة الزمان والمكان: حقوق الانسان وقيم المجتمع والأوطان، دماء الاطفال ودموع الأرامل وشيخوخة المسنين. وما يستعصي (عصره) فيمكن (طحنه) ليكون دقيقا تعجن منه آلام المساكين. عصير ورغيف يصعب تسويقه ليس لأن ثمنه غاليا، فالإنسان خاصة العربي المسلم أصبح أقل الأشياء ثمنا في بورصة السياسة الدولية، ولكن صعوبة التسويق سببها شدة المنافسة مع رداءة الاعلانات التي لم تنجح في زيادة الطلب، فالقضية لم تعد اقتصادية بحتة فبالرغم من أن العرض أكبر من الطلب والأسعار لا تشجع على زيادة الانتاج فان التنافس يشتد بين المصدرين على مزيد من العصر والطحن. هذه صورة الواقع العربي والاسلامي شعوبا وأوطانا، قيما وسلوكا، من فلسطين الى فلسطين. ليست القضية أرضا وأشجار زيتون فقط وانما هوية وعقيدة وانتماء، دين وحضارة يخطط لها بهدوء لكي تتحول الى عصير ورغيف يعاد تصنيعه وتصديره بشرط خلوه من جميع الشوائب والمبادىء الضارة بعولمة الثقافة وسيطرة الرأسمالية والقيم الليبرالية. أسوأ ما في الأمر هو أن الشعوب العربية والاسلامية أصبحت لديها القابلية للعصر، بعد أن اعتقدنا أننا تخطينا مرحلة القابلية للاستعمار والأعجب من ذلك كله أن القرارات السياسية العربية والاسلامية كلها لا تتعدى (الشجب) والانكار حتى أصبح الجميع يتعامل معها على أنها عصير هواء، ليس له وجود. ولكن الغرب هو الذي اكتشف ان بالامكان تحويل الهواء الى ماء أي "عصر الهواء" فالكيمياء التي كان ينظر اليها المسلمون على أنها ضرب من السحر المحرم في عصور مضت استطاع الغرب عن طريقها ان يدمج ذرتين من الهيدوجين (H2) بذرة من الأوكسجين(O) (أي الهواء) ليتحول الى ماء (H2O). هم يعملون وينتجون ويعصرون ونحن نشرب العصير حتى ولو كان من دمائنا.